اضطراب المزاج وتأثيره على الحياة اليومية: قصص واقعية
مقدمة عن اضطراب المزج:
تجد سارة مؤخراً صعوبة في النوم أثناء الليل، مما يؤثر على مزاجها في الصباح فيجعلها تشعر بالانفعال والتعب، رغم أنها استيقظت للتو ولم تقم بأي مجهود بدني أو ذهني، كما تجد صعوبة في التركيز في دراستها وتكافح كثيراً لفهم العديد من الأمور.
سارة تستغرق وقتاً طويلاً وهي تفكر في عذر مناسب للتهرب من الخروج مع أصدقائها في المساء رغم إلحاحهم المتواصل عليها منذ أيام ، لكنها لا ترغب برؤية أحد لا أصدقائها الذين عادة ما تحب الخروج معهم ولا حتى أهلها الذين تتقاسم معهم المنزل فتقضي جُلَّ وقتها في غرفتها بعد عودتها من الجامعة.
تشعر سارة أحياناً بالضيق ولكنها تشعر أنها لا تستطيع مشاركة مشاكلها مع والدتها، ففي كثير من الأحيان تفكر وتقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنها، كل هذا أدّى إلى تصور سلبي للواقع.
قد تكون قادراً على التواصل مع سارة، لكنّنها على الأرجح لا تحب أن تسترسل في الحديث معك.
سارة حارت في أمر هذا التعب والحزن وذهبت للطبيب لتسأله عن اضطراب مزاجها، هل هو مرضي أم عرضي وسيتلاشى بمرور وقتك؟
الاضطرابات المزاجية كنظرة عامة ؟
اضطراب المزاج هو حالة صحية عقلية تؤثر على حالتك العاطفية وصحتك الجسدية.
يمكن أن تسبب حزناً مستمراً وشديدً و/ أو ابتهاجاً و/ أو غضباً.
يمكن علاج الاضطرابات المزاجية – في حال كانت الحالة حادة – عادةً بمزيج من الأدوية والعلاج السلوكي (العلاج بالكلام)، أما إذا كانت الحالة مجرد انخفاض في المزاج عابر فيكفيها خطوات بسيطة سنتعرف عليها في مقالنا.
ما يبدو على سارة هو ما سيحدد لنا إن كان اكتئاباً أم مجرد انخفاضاً عرضياً في المزاج.
ما سيبدو على سارة فيما لو كان اضطراب مزاجها اكتئاباً:
- مزاج منخفض يستمر لمدة أسبوعين أو أكثر.
- لا تستمتع بأي نشاط تفعله في الحياة، فلم تعد تحب سماع أغانيها المفضلة و لم تعد تأكل ما كانت تتلذذ به في السابق.
- الشعور باليأس، وانقطاع الأمل.
- الشعور بالتعب والخمول، وعدم رغبتها في القيام بأي نشاط بدني أو ذهني.
- عدم القدرة على التركيز على مهامها اليومية في العمل.
- تفقد شهيتها.
- وجود اضطراب في النوم فإما ستنام لساعات طويلة أو لا تستطيع أن تنام.
- وجود أفكار انتحارية أو أفكار لإيذاء نفسها.
يمكنك إجراء اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد فهو قد يساعدك في معرفة نفسك أكثر.
ما سيبدو على سارة فيما لو كان انخفاض عرضي في المزاج:
- الحزن.
- القلق أو الذعر.
- التعب أو عدم القدرة على النوم: إذ يشكل التعب العرض الأكثر شيوعاً.
- غاضبة أو محبطة.
- نظرة دونية نحو النفس، والتركيز على عيوبها مع تناسي محاسن النفس.
غالباً ما يتحسن المزاج المنخفض بعد بضعة أيام أو أسابيع.
عادةً ما يكون من الممكن تحسين الحالة المزاجية المنخفضة عن طريق إجراء تغييرات صغيرة في حياتك، على سبيل المثال:
التخلص مما يزعجك أو النوم بشكل أفضل، أو الخروج في نزهة مع أصدقائك.
في حال لو كان اضطراب مزاج سارة هو انخفاض عرضي في المزاج:
فمن المتورّط في انخفاض مزاج سارة ؟
إذا كنت تعرف سبب انخفاض حالتك المزاجية، فقد هان عليك الطريق نحو إيجاد طرق لإدارتها.
سنترك هنا بعض الأمثلة من الحياة العامة التي قد تساعدك نحو التفكير في المتورط في انخفاض مزاجك.
- في العمل: الضغط الشديد في العمل أو البطالة أو التقاعد.
- الأسرة: صعوبات العلاقة مثل الغيرة والعصبية أو الطلاق أو رعاية جدك المسن.
- المشاكل المالية: التضخم الحاصل في معظم البلدان، فواتير غير متوقعة.
- الصحة: كالمرض أو فقدان شخص ما.
قد تجد صعوبة في أن تشرح للناس سبب شعورك بهذه الطريقة، لكن التحدث إلى شخص ما يمكن أن يساعدك في إيجاد حل.
ما قد يساعد سارة في التغلب على انخفاض مزاجها؟
- التحدث عن مشاعرك إلى صديق أو أحد أفراد العائلة أو أخصائي صحي أو مستشار.
- احترم وقدّر نفسك أكثر وافتخر بما تقدمه دائماً.
- ضع قائمة مهام يومية بسيطة تتضمن خمسة مهام متنوعة بين دراسة وعمل و زيارة الأهل و الاصدقاء.
وما قد يضر سارة؟
- التركيز على الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، لذلك ركز وقتك وطاقتك على مساعدة نفسك على الشعور بالتحسن.
- تخبر نفسها أنها لوحدها، حيث يشعر معظم الناس بالإحباط في بعض الأحيان والدعم متاح.
- تستخدم الكحول أو السجائر أو القمار أو المخدرات لتخفيف الحالة المزاجية المنخفضة.
- تفعل كل شيء دفعة واحدة؛ لذلك عليها أن تضع أهدافاً صغيرة يمكنك تحقيقها بسهولة.
أما في حال كان اضطراب مزاج سارة هو الاكتئاب.
فلا بد لها من استشارة أخصائي نفسي، والمتابعة معه.
وهنا سنقدم بضع خطوات تساعدها في التغلب على الاكتئاب:
- افعل دائما عكس ما يقوله لك صوت الاكتئاب: مثلا أحيانا عندما يدعوك أصدقائك للخروج معهم لكافيه أو حفلة عيد ميلاد وغيرها، وتراها لا تستحق وقتك أو غير ممتعة، لا تلتزم بما يقوله لك واخرج.
- تمرن و العب رياضة حتى في الأيام التي تشعر فيها وكأنك لا تستطيع النهوض من السرير: قد تبدو التمارين وكأنها آخر شيء تريد القيام به. ومع ذلك، يمكن أن تساعد التمارين في تجديد طاقتك ودافعيتك نحو الحياة، ببساطة يمكنها أن تكون فعالة مثل الأدوية في تخفيف أعراض الاكتئاب، حتى لو كانت الرياضة عبارة عن الذهاب إلى مقر عملك مشياً.
- تذكر دائما أنه يمكن أن تتغير المشاعر والأفكار الداخلية من يوم لآخر: إذا لم تنجح في أداء مهامك اليوم، فأمامك الغد للمحاولة من جديد! حتى إذا لم تنهض من السرير اليوم فأمامك الغد!
- التطوع أمر عظيم: تأثيره على الصحة النفسية يستحق أن تصرف وقتك وجهدك وبالمقابل ستتعرف على أصدقاء جدد و تشعر بمعنى أنك تقدم شيء للناس، كما ستقوم بتغيير روتينك من خلاله.
- النوم: احرص دائما على النوم بساعات منتظمة وحافظ على وقت ذهابك إلى السرير ووقت الاستيقاظ، يجب أن يبقى ثابتاً قدر الإمكان.
للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.
لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.