البوتاسيوم معدنٌ أساسيٌ تحتاجه جميع أنسجة الجسم، ويشار إليه أحياناً باسم الكهرل لأنه شديد التفاعل في الماء. فعندما يذوب في الماء، ينتج أيونات موجبة الشحنة.
تسمح هذه الخاصية بتوصيل الكهرباء، وهو أمر مهم للعديد من العمليات في جميع أنحاء الجسم كتنشيط وظائف الخلايا والأعصاب المختلفة. يوجد البوتاسيوم عادةً في العديد من الأطعمة وكمكمل غذائي. ودوره الرئيسي في الجسم هو المساعدة في الحفاظ على المستويات الطبيعية للسوائل داخل خلايانا، فهو يساعد أعصابك على العمل ويساعد عضلاتك على الانقباض وله دور في بقاء ضربات قلبك منتظمة، كما أنه يساعد في نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا ونقل فضلات المنتجات خارج الخلايا.
هل كنت تعلم؟
يوجد ما يقارب 98٪ من البوتاسيوم في جسمك داخل خلاياك، وتقسم إلى 80٪ في عضلاتك وبحدود 20٪ في عظامك وكبدك وخلايا الدم الحمراء.
من أين نحصل على البوتاسيوم وما الكمية الموصى بها؟
مصادر الطعام:
يتوفر البوتاسيوم على نطاق واسع في العديد من الأطعمة، وخاصة الفواكه والخضروات. تعتبر الخضروات الورقية والفاصوليا والمكسرات ومنتجات الألبان و القرع الشتوي مصادر هامة لهذا المعدن.
ومن المصادر الأخرى نذكر أيضاً:
- الفواكه المجففة (الزبيب والمشمش).
- الفول والعدس.
- البطاطا.
- السبانخ والبروكلي.
- الأفوكادو.
- الموز والشمام.
- البرتقال وعصير البرتقال.
- ماء جوز الهند.
- الطماطم.
- الألبان والحليب النباتي (الصويا واللوز).
- الكاجو واللوز.
- الدجاج.
- سمك السالمون.
الكمية الموصى بها:
تشير المدخولات الغذائية المرجعية في الولايات المتحدة إلى عدم وجود ما يكفي من الدراسات لتحديد الكمية الموصى بها (RDA) للبوتاسيوم. ومع ذلك، فقد أنشأت الأكاديمية الوطنية للطب قيماً مرجعية تحدد الكمية الكافية (AI) من البوتاسيوم.
- بالنسبة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و 18 عاماً: تبلغ الكمية الكافية 2300 ملغ يومياً.
- النساء فوق سن 19: 2600 ملغ.
- أما للنساء الحوامل والمرضعات: تتراوح الكمية الكافية بين 2500 و 2900 ملغ حسب العمر.
- بالنسبة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عاماً: تبلغ الكمية الكافية 3000 ملغ.
- الرجال فوق سن 19: 3400 ملغ.
- تشير التقديرات إلى أن متوسط الاستهلاك اليومي من البوتاسيوم لدى البالغين يبلغ حوالي 2.320 ملغ للنساء و 3.016 ملغ للرجال.
ماهي أهمية البوتاسيوم لصحة وجسم الإنسان؟
أولاً: يساعد على تنظيم توازن السوائل:
يتكون الجسم من حوالي 60٪ ماء، ويوجد 40٪ من هذا الماء داخل خلاياك في ما يعرف بالسائل داخل الخلايا (ICF). ويوجد الباقي خارج الخلايا في مناطق مثل الدم والسائل الدماغي الشوكي وبين الخلايا. هذا السائل يسمى السائل خارج الخلية (ECF).
ومن المثير للاهتمام أن كمية الماء في ICF و ECF تتأثر بتركيز الشوارد، وخاصة البوتاسيوم والصوديوم.
فالبوتاسيوم هو الشاردة الرئيسية في السائل داخل الخلايا ICF، وهو الذي يحدد كمية الماء داخل الخلايا. ونجد على العكس تماماً أن الصوديوم هو الشاردة الرئيسية في السائل خارج الخلوي ECF، وهو الذي يحدد كمية الماء خارج الخلايا.
ثانياً: البوتاسيوم مهم للجهاز العصبي:
ينقل الجهاز العصبي الرسائل بين دماغك وجسمك، ويتم تسليم هذه الرسائل بشكل نبضات عصبية وتساعد في تنظيم تقلصات العضلات ونبض القلب وردود الفعل والعديد من وظائف الجسم الأخرى.
ومن المثير للاهتمام أن الدفعات العصبية تتولد عن انتقال أيونات الصوديوم إلى داخل الخلايا وانتقال أيونات البوتاسيوم إلى خارج الخلايا. وبالتالي يمكن أن يؤثر انخفاض مستوياته في الدم على قدرة الجسم على توليد النبضات العصبية. يمكن أن يساعدك الحصول على ما يكفي من هذا المعدن من نظامك الغذائي في الحفاظ على وظيفة الأعصاب الصحية.
ثالثاً: يساعد في تنظيم تقلصات العضلات والقلب:
يساعد الجهاز العصبي على تنظيم تقلصات العضلات. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر مستوياته المتغيرة في الدم على الإشارات العصبية في الجهاز العصبي مما يضعف تقلصات العضلات.
فهو مهم أيضاً لصحة القلب، حيث تساعد حركته داخل وخارج الخلايا في الحفاظ على ضربات قلب منتظمة. وعندما تكون مستويات المعدن في الدم مرتفعة، يتوسع القلب ويتراخى، وبالتالي يمكن أن يضعف تقلصه وينتج عنه ضربات قلب غير طبيعية. وبالمثل، يمكن أن تؤدي المستويات المنخفضة في الدم أيضاً إلى تغيير ضربات القلب. وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون عدم انتظام ضربات القلب قاتلاً ويؤدي إلى الموت المفاجئ.
عوز البوتاسيوم:
تعمل الكلى على الحفاظ على مستويات طبيعية له في الدم عن طريق طرح الكميات الزائدة في البول، كما يمكن أيضاً طرح البوتاسيوم من خلال التبرز والتعرق. هنالك حاجة إلى 400-800 ملغ على الأقل يومياً من الطعام بسبب الخسائر اليومية العادية. ويمكن أن تؤدي أي حالات تزيد من فقدان السوائل مثل الإقياء والإسهال وبعض الأدوية مثل مدرات البول إلى العوز.
يعتبر عوز بوتاسيوم الدم أكثر شيوعاً لدى مرضى المشافي الذين يتناولون الأدوية التي تجعل الجسم يفرز الكثير من البوتاسيوم.
كما يظهر أيضاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية (مرض كرون والتهاب القولون التقرحي) التي قد تسبب الإسهال وسوء امتصاص العناصر الغذائية.
من النادر أن يكون سبب عوز البوتاسيوم هو انخفاض كميته في الطعام وحده لأنه يوجد في العديد من الأطعمة؛ ومع ذلك، فإن تناول كمية غير كافية مع التعرق الشديد أو استخدام مدر للبول أو تعاطي الملينات أو الغثيان الشديد والقيء يمكن أن يؤدي بسرعة إلى نقص بوتاسيوم الدم.
ومن الأسباب الأخرى عوز المغنيزيوم. حيث تحتاج الكلى إلى المغنيزيوم لتقوم بإعادة امتصاص البوتاسيوم والحفاظ على المستويات الطبيعية في الخلايا.
أسباب نقص البوتاسيوم:
لابدّ من معرفة أنه من النادر بشكل عام الإصابة بعوز البوتاسيوم، لكن يمكن أن تسببه أمراض معينة أو عوامل أخرى بما في ذلك:
- الإسهال المزمن: هذا ما يحدث عند الإفراط في استخدام مدرّات البول أو المسهّلات أو مرض القولون العصبي أو الالتهابات.
- بعض الأدوية: والتي تشمل ناهضات بيتا 2 – الثيوفيلين – الأنسولين – مدرات البول – الكورتيكوستيرويدات – ومضادات الميكروبات.
- اضطرابات الاكل: تتضمن هذه الأعراض فقدان الشهية العصبي أو تعاطي الملينات.
- سوء التغذية.
- متلازمة كوشينغ.
- فرط الألدوستيرونية: تتميز هذه الحالة بمستويات مرتفعة من الألدوستيرون في الدم.
- الفشل الكلوي.
- اضطرابات الكلى: وتشمل هذه متلازمة بارتر ومتلازمة غيتلمان ومتلازمة فانكوني.
- عوز المغنيزيوم.
- الإفراط في استهلاك العرقسوس.
- التعرق المفرط.
أعراض عوز البوتاسيوم:
في ما يلي ثمانية علامات وأعراض لنقص البوتاسيوم:
- الوهن والتعب: غالباً ما يكون الضعف والإرهاق من أولى علامات عوز البوتاسيوم، وذلك لعدة أسباب:
أولاً، يساعد البوتاسيوم في تنظيم تقلصات العضلات، فعندما تنخفض مستوياته في الدم، تتقلص عضلاتك بشكل أضعف.
ثانياً، قد يؤثر نقص البوتاسيوم على كيفية استخدام الجسم للعناصر الغذائية بطريقة يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق. على سبيل المثال، تشير بعض الأدلة إلى أن النقص يمكن أن يضعف إنتاج الأنسولين، وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وانخفاض نسبة الجلوكوز المتاحة والتي تعمل كطاقة لخلاياك. - ضعف العضلات وتشنجها: وما نعنيه بتشنجات العضلات هو حدوث تقلصات مفاجئة غير منضبطة. يمكن أن تحدث عندما تكون مستوياته في الدم منخفضة وقد تكون مؤلمة.
في حالات نادرة، يمكن أن يسبب عوز بوتاسيوم الدم الحاد أيضاً انحلال الربيدات. وهذه حالة طبية خطيرة تنطوي على انهيار الأنسجة العضلية التي تطلق بروتيناً ضاراً في الدم، مما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء. - مشاكل في الجهاز الهضمي: رغم أن مشاكل الجهاز الهضمي لها أسباب عديدة، فقد تحدث مع النقص الشديد. حيث يساعد الكهرل في نقل الإشارات من دماغك إلى العضلات الموجودة في الجهاز الهضمي المعروفة باسم العضلات الملساء. تحفز هذه الإشارات العصبية الحركات العضلية التي تساعد الجهاز الهضمي على تحريك الطعام ودفعه إلى المعدة والأمعاء. ومع انخفاض مستوياته قد تصبح التقلصات في الجهاهز الهضمي أضعف وتبطئ حركة الطعام. هذا يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل النفخة والإمساك.
- عدم انتظام ضربات القلب: يلعب البوتاسيوم أيضاً دوراً حيوياً في الحفاظ على تقلصات عضلات القلب الصحية، وذلك لأن تدفقه داخل وخارج خلايا القلب يساعد على تنظيم ضربات القلب. ويمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته في الدم إلى تغيير هذا التدفق، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
- صعوبات في التنفس: يمكن أن يسبب النقص الحاد صعوبات في التنفس.
إذ أن التنفس يتطلب عضلات متعددة – وخاصة الحجاب الحاجز – لمساعدة الرئتين على استنشاق الهواء وزفيره. وعندما تنخفض مستويات البوتاسيوم في الدم بشدة لا تتمدد الرئتان ولا تتقلص بشكل صحيح مما يؤدي إلى ضيق التنفس. في الواقع، قد يؤدي نقصه الشديد إلى توقف الرئتين عن العمل ، وهو أمر قاتل.
وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض أو ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم كانوا أكثر عرضة للإصابة بفشل الجهاز التنفسي داخل المستشفى والحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات صحية. - الوخز والتنميل: على الرغم من أنه أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة البوتاسيوم أو فرط بوتاسيوم الدم، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من نقص البوتاسيوم قد يعانون أيضاً من الوخز المستمر والتنميل. ويحدث عادةً في اليدين والذراعين والساقين والقدمين.
ولأنه مهم لوظيفة الأعصاب الصحية، يمكن أن يُضعف انخفاض مستويات الدم الإشارات العصبية ويؤدي إلى الوخز والخدر. - البوال (كثرة التبول): البوال هو حالة يكون فيها التبول أكثر من المعتاد. إن الكلية مسؤولة عن موازنة مستويات السوائل والكهارل في الجسم وإزالة أي فضلات عبر البول، قد يُضعف انخفاض مستوياته من قدرة كليتيك على تركيز البول وتوازن مستويات الكهارل في الدم، مما يؤدي إلى زيادة التبول. قد تلاحظ أيضاً زيادة العطش، المعروف باسم عطاش. وقد يؤدي التبول المفرط إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم. لذلك، من المهم التحدث مع طبيبك إذا لاحظت تغيراً مفاجئاً في عدد مرات التبول.
- ارتفاع ضغط الدم: إن التوازن المثالي للشوارد مهم للحفاظ على ضغط دم صحي.
قد تدرك أن تناول الكثير من الصوديوم يمكن أن يزيد من ضغط الدم لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، فإن قلة من الناس يعرفون أن القليل جداً من البوتاسيوم في النظام الغذائي يمكن أن يكون له نفس التأثير.
يساعد البوتاسيوم الكلية على التخلص من الصوديوم الزائد عن طريق طرحه بالبول. إذا لم يكن هنالك ما يكفي من البوتاسيوم في الدم، تعيد الكلى امتصاص الصوديوم مرة أخرى في مجرى الدم مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت. لذلك، فإن الحصول على ما يكفي من البوتاسيوم في نظامك الغذائي قد يكون وسيلة للحفاظ على ضغط الدم الصحي لدى بعض الأفراد.
كيف نعالج عوز بوتاسيوم الدم؟
في معظم الحالات يحتاج عوز بوتاسيوم الدم إلى العلاج من قبل طبيب مختص.
يُعالج نقص بوتاسيوم الدم الخفيف إلى المتوسط بمكملات البوتاسيوم. وفي بعض الحالات قد يحتاج طبيبك أيضاً إلى تعديل أي أدوية أخرى أو علاج الأسباب الكامنة، مثل الإسهال أو القيء أو اضطرابات الأكل. عادة لا يكون النظام الغذائي الغني بالبوتاسيوم كافياً لعلاج نقص بوتاسيوم الدم، لأن معظم البوتاسيوم في الطعام يقترن بالفوسفات وليس بكلوريد البوتاسيوم.
في حالات نقص بوتاسيوم الدم الحاد، قد يوصى بالعلاج عن طريق الوريد (IV). يجب مراقبة ذلك بصرامة من قبل أخصائي الرعاية الصحية بسبب ارتفاع مخاطر الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم المرتد أو ارتفاع البوتاسيوم والذي يمكن أن يكون قاتلاً.
فرط بوتاسيوم الدم:
تزيل الكلى بكفاءة البوتاسيوم الزائد عن حاجة الجسم لدى الأشخاص الأصحاء عن طريق البول. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي بعض الحالات إلى فرط بوتاسيوم الدم: أمراض الكلى المتقدمة – تناول الأدوية التي تحافظ على البوتاسيوم في الجسم (بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) – أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى والذين يتناولون نظاماً غذائياً عالي البوتاسيوم (أكثر من 4700 مجم يومياً) أو يستخدمون البوتاسيوم – بدائل الملح.
أعراض فرط بوتاسيوم الدم:
- الضعف والتعب.
- الغثيان والإقياء.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- خفقان القلب وعدم انتظام ضرباته.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.
المصادر:
https://www.healthline.com/health/potassium
https://ods.od.nih.gov/factsheets/Potassium-HealthProfessional/