عوز فيتامين B1: أهم العلامات والأعراض

Dr. Alaa Aldakak مايو 17, 2023آخر تحديث: سبتمبر 15, 2023

114 5 دقائق

الثيامين Thiamine (فيتامين B1) هو واحد من الفيتامينات الثمانية الأساسية من فيتامين B. على الرغم من كونه نادراً في الطعام اليومي وحتى في المكملات الغذائية، إلا أن حدوث العوز يمكن أن يسبب العديد من الحالات الطبية التي تتراوح أعراضها من التعب البسيط إلى التلف العصبي ومشاكل في القلب وممكن أن تصل إلى الشلل والعمى!

عوز فيتامين B1 — التركيب الكيميائي لفيتامين B1.

ماهو فيتامين B1:

الثيامين هو فيتامين يحتاجه جسمك للنمو والتطور، بالإضافة إلى دوره الهام في تحويل الطعام إلى طاقة ( 1 ).

مثل بقية فيتامينات B، الثيامين قابل للذوبان في الماء. وهذا يعني أنه يذوب في الماء ولا يتخزن في جسمك، لذا يجب عليك استهلاكه بانتظام. في الواقع، يمكن لجسمك تخزين مايكفي من الثيامين ل 20 يوماً ( 2 ).

من حسن الحظ نوعاً ما أن الثيامين موجود بشكل طبيعي في مجموعة لا بأس بها من الأطعمة كما يتم إضافته إلى بعض الأطعمة الأخرى من أجل أن يبقى متوافراً في غذاء الإنسان قدر الإمكان، كما أنه يوجد بشكل شائع في المكملات الغذائية المتعددة أو يتم تناوله كمكمل فردي أو كجزء من مجموعة فيتامينات B المركبة.

وهنا سنرد على ذكر بعض أفضل الطرق للحصول على الثيامين في النظام الغذائي الخاص بك:

الأرز الأبيض أو المعكرونة البيضاء.
حبوب الإفطار المعززة بالثيامين.
الفاصوليا السوداء.
بذور عباد الشمس.
الكوسا.
الزبادي.
العديد من أصناف الخبز التجاري.
الذرة.

عدم الحصول على كمية كافية من الثيامين يمكن أن يؤدي إلى حدوث أعراض عوز الثيامين، والذي يمكن أن يحدث في غضون 3 أسابيع فقط وسيؤثر ذلك على القلب والجهاز العصبي والجهاز المناعي.

نقص الثيامين الحقيقي نادر بين الأفراد الأصحاء الذين لديهم وصول كافٍ إلى الأطعمة الغنية بالثيامين كما ذكرنا سابقاً.

أعراض عوز فيتامين B1:

قد يكون من السهل تجاهل علامات وأعراض عوز الثيامين نظراً لأن أعراض نقصه قد تكون في البداية غير واضحة وغامضة ومن الممكن أن تختلط مع العديد من العلامات والأعراض الخاصة باضطرابات طبية أخرى.

وفيما يلي بعض الأعراض الأكثر شيوعاً لعوز الثيامين:

فقدان الشهية:

قد يكون فقدان الشهية الغير اعتيادي والمفاجئ هو واحد من أول أعراض عوز الثيامين. يمكن أن يؤدي فقدان الشهية (عدم الشعور بالجوع) إلى فقدان الوزن غير المقصود، وهو أمر قد يكون مشكلة للعديد من الناس.

إحدى النظريات وراء ذلك هي أن الثيامين قد يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم إشارات الجوع والشبع في الدماغ، وبالتالي قد يؤدي نقص مخزون الثيامين إلى تعطل هذه العملية، مما يجعلك تشعر بالشبع حتى عندما تكون بحاجة إلى تناول الطعام ( 3 ).

نتيجة لذلك، قد تتناول كمية أقل من الطعام بسبب فقدان الشهية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدانك للعناصر الغذائية الضرورية.

أظهرت الدراسات على الحيوانات هذا العلاقة، فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة واحدة أن الفئران تتناول كمية أقل من الطعام بشكل كبير بعد تلقي نظام غذائي يعاني من نقص فيتامين B1 لمدة 16 يوماً، وقد تناقصت كمية الطعام التي تناولوها بنسبة تقرب من 75% بحلول اليوم 22 ( 4 ).

التعب والغثيان والإقياء:

قد يظهر عوز الثيامين على شكل تعب (إرهاق)، والذي قد يحدث بسرعة أو مع مرور الوقت، اعتماداً على خطورة النقص.

تشير بعض المصادر إلى أن التعب يمكن أن يحدث في غضون بضعة أسابيع فقط من حدوث العوز في الوارد الغذائي للفيتامين ( 5 ) .

وقد يكون ظهور هذا العرض منطقياً نظراً لما ذكرناه سابقاً من دور فيتامين B1 في تحويل الطعام إلى طاقة، وبالتالي فإن عدم وجود كمية كافية من الثيامين في الجسم يعني أنه لا يمكن إنتاج الطاقة بنفس الكمية لاستخدامها من أجل النشاطات اليومية.

على الرغم من أن التعب هو عرض شائع يمكن أن يشير إلى العديد من الحالات الصحية الأخرى، إلا أن العديد من الدراسات ربطته بشكل أساسي بعوز الثيامين ( 6 ، 7 ).

في الواقع، يشير بعض الباحثين إلى أن التعب يجب أن يحظى بالأولوية عند تحديد العلامات المبكرة لعوز الثيامين بين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به ( 8 ).

التهيج:

قد يتسبب عوز الثيامين في حدوث العديد من اضطرابات المزاج.

يعتبر الشعور بالتهيج من بين أوائل علامات عوز الثيامين، وقد يظهر جنباً إلى جنب مع التعب في غضون بضعة أسابيع فقط.

وقد يكون هذا العرض أوضح ما يمكن عند الأطفال الرضع، حيث يبدون أعراضاً من التهيج قد تشير بشكل هام إلى حدوث عوز في في الثيامين.

الضرر العصبي:

من بين آثار عوز الثيامين المستمر والشديد على المدى الطويل حدوث مايعرف بالاصابة بالبري بري Beriberi.

ماهو البري بري Beriberi:

البري بري هو مرض يسببه عوز شديد ومستمر في فيتامين B1. غالباً ما يحدث في البلدان النامية بين الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً يتألف بشكل رئيسي من الكربوهيدرات المكررة بشكل كبيرن ويتظاهر بشكل أساسي باعتلال شديد في الأعصاب Neuropathy.

في الواقع، كان اعتلال الأعصاب الناتج عن نقص الثيامين من بين أول علامات العوز التي تظهر على شكل متلازمات في البشر ( 9 ).

تشمل الأعراض المحتملة للبري بري ما يلي (10 ، 11):

وخز في الأطراف.
فقدان الحس في القدمين والأصابع.
ضعف في العضلات.
تسارع ضربات القلب.
صعوبة في الاستيقاظ والشعور الدائم بالتعب.
الارتباك العقلي.
مشاكل في التنسيق الحركي.
شلل في الجزء السفلي من الجسم (عدم القدرة على تحريك الساقين).

رؤية ضبابية:

بسبب الدور الذي يلعبه الثيامين في الحفاظ على الأعصاب السليمة كما ذكرنا سابقاً، قد يؤثر حدوث عوز الثيامين على العصب البصري في العينين.

تحديداً، يمكن أن يتسبب ذلك في تورم العصب البصري الذي سيؤدي إلى رؤية ضبابية، وفي حالة عدم علاجه، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر. ولكن يعتبر ذلك نادر الحدوث ( 12 ).

أظهرت بعض الدراسات الصغيرة أن تناول مكملات الثيامين لعلاج عوز الثيامين يمكن أن يحسن بشكل كبير الرؤية في هذه الحالات (13، 14، 15).

و في دراسة أخرى أجريت على الحيوانات، وجد الباحثون أن مركب الثيامين كان فعالاً في منع ضرر العصب البصري المرتبط بتناول الكحول ( 16 ).

ومع ذلك، تعتبر الدراسات على البشر جميعها على شكل وصف الحالة Case Report، مما يعني أنها تتبعت حالة فردية واحدة. بالإضافة إلى ذلك، لا تتنطبق نتائج الدراسات على الحيوانات دائماً على البشر. وهذا يعني أننا لا يمكننا تطبيق هذا البحث على البشر بشكل عام، ونحتاج إلى مزيد من الدراسات.

الهذيان:

قد يؤدي عوز الثيامين إلى الهذيان، وهو حالة خطيرة تتميز بالتالي:

الارتباك.
تقليل الوعي بالبيئة المحيطة بك.
عدم القدرة على التفكير بوضوح.

يمكن أن يؤدي نقص الثيامين الشديد إلى تطور متلازمة Wernicke-Korsakoff syndrome، والتي تتظاهر على شكل تلف في الدماغ وتتميز بالأعراض التالية:

الهذيان.
الارتباك.
الهلوسات.
فقدان الذاكرة.

غالباً ما يرتبط حدوث هذه المتلازمة بالاستخدام المفرط للكحول ( 17 ).

ما هي عوامل خطر الإصابة بعوز فيتامين B1:

يكون خطر الإصابة بنقص الثيامين منخفضاً عموماً في البلدان الصناعية حيث يتوفر للناس وصول جيد إلى الأطعمة التي تحتوي على الثيامين. ومع ذلك، هناك خطر أعلى بين بعض فئات الأشخاص.

بعض أهم عوامل الخطر لنقص الثيامين تشمل (18، 19، 20، 21):

الاعتماد على الكحول أو سوء استخدامه لفترة طويلة.
العمر المتقدم.
فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
ارتفاع مستويات سكر الدم بشكل مزمن.
التقيؤ المستمر.
اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي.
جراحات فقدان الوزن.
الأنظمة الغذائية الغنية بالأرز أو الحبوب المكررة التي تفتقر إلى الثيامين.
الغسيل الكلوي، المستخدم لعلاج حالات الكلى.
استخدام جرعات عالية من مدرات البول (الأدوية المستخدمة لعلاج احتباس السوائل).
الحالات الصحية التي تؤثر على قدرتك على امتصاص الفيتامينات والمعادن.
النساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى الأفراد الذين يعانون من زيادة نشاط الغدة الدرقية، قد يكون لديهم خطر أعلى لنقص الثيامين بسبب احتياجاتهم المتزايدة لاستخدام الطاقة والاستقلاب ( 22 ).
بالإضافة إلى ذلك، الأطفال الرضع الذين يرضعون حصراً من الوالدين الذين يعانون من نقص الثيامين، يكونون عرضة لمخاطر العوز ( 23 ).