الطب النفسي

الانتحار: أسبابه وطرق الوقاية منه

ما المقصود بالانتحار ؟

الانتحار هو أن يقدم المرء على قتل نفسه، متخذاً قرار بإنهاء حياته هرباً من ألمه ومعاناته، هناك عدة أسباب للانتحار منها اضطرابات الصحة العقلية، وتعاطي المخدرات،أو ضغوطات حياة كما أن هناك علامات تحذيرية يبديها الفرد المقدم على الانتحار يجب الوقوف عندها وطلب المساعدة النفسية العاجلة.

قد يبدو لك أن الطريق مسدود ولا يوجد أمل في البدء من جديد،ولكن تذكر أن هذه النظرة السوداوية هي نتيجة لما تعانيه من اضطراب أو مرض.



سنناقش في هذا المقال كلاً من الأسباب وعوامل الخطر والعلامات التحذيرية و العلاج.

العلامات التحذيرية التي تخبرك بأن شخصاً ما يفكر جديًا في الانتحار:

على عكس ماهو سائد بأن الأشخاص الانتحاريون الذين يتحدثون عن الانتحار لن يقدموا على إنهاء حياتهم، فإن كل شخص يحاول الانتحار يخبر بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد يخبرك عن نيته بالانتحار بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر مثل أن يتخذ من الانتحار مزحة يكررها كثيراً، أو أن يعبر عنها بكتابتها في نصوص أدبية، أو يعبر عنها عن طريق رسم لوحات فنيّة تتعلق بالموت.

هذه بعضاً من العلامات التحذيرية، وربما تختلف من شخص لآخر:

  • التحدث عن الانتحار بإطلاق عبارات:

ياريتني لم أولد، ياريتني مت قبل موت والدي، أريد أن أموت لأرتاح، نيال يلي ماتوا ارتاحوا وتركولنا الشقى، الحياة لا تستحق أن تعاش وغيرها من العبارات التي يجب الخوف من تكرارها كثيرًا.

  • تجنب التواصل مع الآخرين:

تجنب التواصل الفيزيائي، هجران الأصدقاء والعائلة، العزلة لأيام طويلة.

  • تقلبات مزاجية شديدة:

الشعور بالنشوة العاطفية و الرغبة الشديدة في التواصل مع الآخرين، رؤية شديدة المثالية حول النفس والوصول لدرجة الهوس من فرط السعادة في اليوم الأول، وفي اليوم التالي تعتري موجة من الإحباط والرؤية المتدنية للنفس و الإحساس بالفشل في جميع جوانب الحياة.

  • الشعور بالذنب:

تحميل النفس مسؤولية ما حدث مثل أن يتصور من تُوفي والده أنّ والده توفي نتيجة إهماله له رغم أنّ حقيقة الأمر ليس كذلك، أو أن يتصور أن ما يحدث من تدني في الحالة المعيشية والاقتصادية هي نتيجة عدم كفائته و امتلاكه المهارات اللازمة والشهادات التي تخوّله للحصول على مصدر دخل مناسب.

  • تأدية واجبات غريبة:

مثل أن يكتب وصيّة، أو أن يتخلى عن ممتلكاته التي يحبها مثل أن يبيع سيارته ويتبرع بأموالها لصالح الجمعيات الخيرية.

  • الشعور باليأس وانعدام الأمل تجاه حياته.
  • تغيير عادات النوم والأكل.
  • توديع من يحبهم من أهله وأصدقائه وأحبابه كما لو أنه لن يراهم مجدداً.

كيف تتحدث مع شخص يشعر برغبة في الانتحار:

إذا كنت تشك في أن أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء قد يفكر في الانتحار فتحدث معهم عن مخاوفك. يمكنك أن تبدأ المحادثة بطرح الأسئلة بطريقة غير تهكمية وغير تصادمية. تحدث بصراحة ولا تخف من طرح أسئلة مباشرة، مثل “هل تفكر في الانتحار؟”

لا تخف من طرح السؤال، لن ترسخ الفكرة في ذهنه عندما تسأله هذا السؤال.



وأنت تتكلم معه من المهم أن تراعي هذه الأمور:

  1. حافظ على هدوئك وتحدث بنبرة مطمئنة.
  2. إيّاك أن تستخف بمشاعرهم، اعترف بمشروعيتها.
  3. يجب أن تتحمّل مسؤولية وأن تقف بجانبهم وتقدّم لهم التشجيع والدعم لتخطي هذه الأزمة، أن تستمع لمعاناتهم وتصغي لشكواهم.
  4. شجعهم على طلب المساعدة من أحد المختصين، واعرض عليهم المساعدة في إيجاد الطبيب المناسب، ولا تتوانى عن مرافقته في الذهاب إلى الموعد الأول في حال طلب منك ذلك.

الحالات التي تزيد من خطر الانتحار:

حالات الصحة العقلية:

لا يوجد عادةً سبب واحد يجعل شخصاً ما يقرر الانتحار. هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الانتحار، مثل الإصابة بمرض نفسي أو عقلي.

لكن أكثر من نصف الأشخاص الذين يموتون بسبب الانتحار لا يعانون من مرض عقلي معروف وقت وفاتهم.

يعد الاكتئاب أهم عوامل الخطر على الصحة العقلية، كما أنّ كلاً من الاضطراب ثنائي القطب، والفصام، واضطرابات القلق، واضطرابات الشخصية جميعها أمراض تزيد من خطر حدوث الانتحار.

الحالات الاجتماعية:

  • السجن.
  • ضعف الأداء الوظيفي أو انعدام الأمان الوظيفي أو فقدان الوظيفة.
  • أن تقع ضحية للتنمر أو العنف الأسري أو الاعتداء الجنسي.
  • إدمان المخدرات أو الكحول.
  • خسارة علاقات اجتماعية هامة.
  • حيازة أسلحة نارية، لذلك من المهم أن تتخلص من أية أسلحة أو أدوات حادة.
  • صعوبات مالية أو اجتماعية تعوق عن طلب المساعدة النفسية.

الإصابة بمرض خطير مثل السرطان أو الإيدز.

العلاج:

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء أفكار وسلوك الشخص الانتحاري.

 العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

هو نمط من أنماط العلاج النفسي الحديث الذي يستخدم غالباً للأشخاص المعرضين لخطر الانتحار والذي يقوم به المعالج النفسي.

والهدف المرجو منه هو تعليمك طريقة التفكير الصحيّة للتعامل مع مواقف حياتك اليومية وأحداثها والمشاعر والعواطف السيئة التي تستنزفك وتحرّض أفكارك الانتحارية.



يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي أيضاً على استئصال معتقداتك السلبية واستبدالها بمتقدات إيجابية وتمليكك مفاتيح التحكم في حياتك والرضى عنها.

العلاج الدوائي:

إذا لم يكن العلاج السلوكي المعرفي كافياً لتقليل المخاطر الانتحارية بنجاح، فقد يرسلك المعالج النفسي إلى طبيب نفسي وهنا تكون مهمته بعد سماع قصتك المرضية ووضع التشخيص الصحيح أن يقوم بوصف الدواء المناسب لتخفيف الأعراض والأفكار الانتحاريّة، مثل الاكتئاب والقلق. علاج هذه الأعراض يمكن أن يساعد في تقليل أو القضاء على الأفكار الانتحارية.

يمكن وصف واحد أو أكثر من أنواع الأدوية التالية:

تنويه هام: في حالة مرضى الاكتئاب الشديد، تكون الأفكار الانتحارية موجودة وعادة ما تختفي بسبب غيادة الدافعية للقيام بأي فعل، وعند تناول مضاد اكتئاب قد وصفه لك طبيبك الخاص تعود الدافعية و تعود الأفكار الانتحارية للظهور مرة أخرى، وتكون الأفكار هنا من أعراض الاكتئاب وليست من الآثار الجانبية للدواء، وتختفي الأفكار بنهاية الكورس الدوائي وتختفي معها أعراض الاكتئاب الأخرى.

تغيير نمط الحياة الخاص بك:

بالإضافة إلى العلاج النفسي، يمكن في بعض الحالات تقليل خطر الانتحار عن طريق تبني عادات صحية تكسبنا قوة ومناعة نفسية.،تشمل هذه:

  • تجنب الكحول والمخدرات: ابتعادك عن معاقرة الكحول وتعاطي المخدرات أمراً بالغ الأهمية، لأنّ كلّاً من الكحول والمخدرات يمكن أن تؤثر على محاكمتك العقلية وتدفعك نحو الانتحار.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعدك أيضاً ممارسة التمارين الرياضية يومياً أو على الأقل مرتين في الأسبوع على إعادة وهج الحياة إليك، فهي تحفز إنتاج مواد كيميائية في الدماغ تجعلك تشعر بالسعادة والاسترخاء.
  •  النوم جيداً: لا تحرم نفسك وبدنك من النوم. قلة النوم يمكن أن تجعل العديد من الأعراض النفسية والعقلية أسوأ بكثير.

تحدث إلى طبيبك في حال كنت تواجه مشكلة في نومك ويقظتك.

يتمنى لك فريق أطباء علاء ميد دوام الصحة والعافية البدنية والنفسية.

للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.

لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى