منوعات

البنكرياس: وظائفه وأهميته في الجسم البشري

مقدمة:

إن البنكرياس عضو يقع في البطن، وله دور أساسي في تحويل الطعام الذي نتناوله إلى وقود لخلايا الجسم. فله وظيفتان رئيسيتان: وظيفة خارجية الإفراز (exocrine function) تساعد في عملية الهضم، ووظيفة داخلية الإفراز (endocrine function) التي تنظم نسبة السكر في الدم.

أين يوجد البنكرياس؟

يقع البنكرياس خلف المعدة وأمام العمود الفقري. ويحاط بالمرارة والكبد والطحال.
يحتوي الجانب الأيمن من الجسم على رأس البنكرياس. حيث يقع هذا العضو الضيق على طول الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، والذي يسمى الاثني عشر، بينما يقع الذيل في الجانب الأيسر من الجسم.

كم يبلغ حجمهه؟

يبلغ طول البنكرياس حوالي 6 إنش، أي تقريباً بحجم كفة اليد.

ما هي أجزاء البنكرياس؟

يشمل تشريح هذا العضو ما يلي:

  1. الرأس: الجزء الأوسع الذي يقع عند منحنى الاثني عشر.
  2. الرقبة: الجزء القصير الممتد من الرأس.
  3. الجسم: الجزء الأوسط بين الرأس والرقبة، ويمتد إلى الأعلى.
  4. الذيل: أنحف جزء، يقع بالقرب من الطحال.

ما هي وظيفة البنكرياس؟

النظام الصماوي:

كجزء من نظام الغدد الصماء، يفرز البنكرياس اثنين من الهرمونات الرئيسية التي تعتبر حيوية لتنظيم مستوى الغلوكوز (المعروف أيضاً باسم سكر الدم):

  • الأنسولين: يفرز البنكرياس هذا الهرمون لخفض نسبة الغلوكوز في الدم عندما ترتفع مستوياته بشكل كبير.
  • الغلوكاجون: يفرز البنكرياس هذا الهرمون لزيادة نسبة الجلوكوز في الدم عندما تنخفض مستوياته بشكل كبير.

تلعب مستويات الغلوكوز المتوازنة في الدم دوراً مهماً في الكبد والكلى وحتى الدماغ. حيث يعد الإفراز السليم لهذه الهرمونات أمراً مهماً للعديد من أجهزة الجسم، مثل الجهاز العصبي ونظام القلب والأوعية الدموية.

النظام خارجي الإفراز:

كجزء من نظام إفرازات الجسم، يفرز البنكرياس إنزيمات تعمل جنباً إلى جنب مع الصفراء من الكبد والمرارة للمساعدة في تحطيم المواد من أجل الهضم والامتصاص المناسبين.
تشمل الإنزيمات المفرزة لعملية الهضم ما يلي:

  • الليباز: لهضم الدهون.
  • الأميلاز: لهضم الكربوهيدرات.
  • الكيموتربسين والتريبسين: لهضم البروتينات.

والآن لنتوسع في دور البنكرياس في عملية الهضم:

إن غدة البنكرياس جزء من عملية هضمية أكبر تبدأ في المعدة:

  1. يقوم البنكرياس بإنتاج الإنزيمات بمجرد وصول الطعام إلى المعدة.
  2. تنتقل هذه الإنزيمات عبر سلسلة من القنوات حتى تصل إلى القناة البنكرياسية الرئيسية.
  3. تلتقي القناة البنكرياسية الرئيسية بالقناة الصفراوية المشتركة، التي تحمل الصفراء من المرارة والكبد نحو الاثني عشر. نقطة الالتقاء هذه تسمى أمبولة فاتر.
  4. يتم إطلاق الصفراء من المرارة والإنزيمات من البنكرياس إلى الاثني عشر للمساعدة في هضم الدهون والكربوهيدرات والبروتينات حتى يتمكن الجهاز الهضمي من امتصاصها.

أنزيمات غدة البنكرياس:

يقوم البنكرياس بإنتاج عصائر طبيعية تسمى إنزيمات البنكرياس لتكسير الأطعمة. وتنتقل هذه العصائر عبر القنوات، حيث يتم تفريغها في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة التي تسمى الاثني عشر. كل يوم، يصنع البنكرياس حوالي 8 أونصات من العصارة الهضمية المليئة بالإنزيمات. هذه هي الانزيمات المختلفة:

  • الليباز: يعمل هذا الإنزيم مع الصفراء -التي ينتجها الكبد- لتكسير الدهون في نظامك الغذائي. إذا لم يكن لديك ما يكفي من الليباز، فسيواجه جسمك صعوبة في امتصاص الدهون والفيتامينات المهمة التي تذوب في الدهون (A، D، E، K). وتشمل أعراض سوء امتصاص الدهون الإسهال.
  • البروتياز: يقوم هذا الإنزيم بتكسير البروتينات في نظامك الغذائي، كما أنه يساعد على حمايتك من الجراثيم التي قد تعيش في الأمعاء مثل بعض البكتيريا والخميرة. البروتينات غير المهضومة يمكن أن تسبب الحساسية لدى بعض الناس.
  • الأميلاز: يساعد هذا الإنزيم على تحويل النشويات إلى سكر يمكن لجسمك استخدامه للحصول على الطاقة. إذا لم يكن لديك ما يكفي من الأميلاز، قد تصاب بالإسهال بسبب الكربوهيدرات غير المهضومة.

هرمونات غدة البنكرياس:

تنتج مجموعات عديدة من الخلايا هرمونات داخل البنكرياس. على عكس الإنزيمات التي يتم إطلاقها في الجهاز الهضمي، يتم إطلاق الهرمونات في الدم وتحمل الرسائل إلى أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي. تشمل هرمونات البنكرياس ما يلي:

  • الأنسولين: يتم تصنيع هذا الهرمون في خلايا البنكرياس المعروفة باسم خلايا بيتا. تشكل خلايا بيتا حوالي 75% من خلايا البنكرياس المصنعة للهرمون. والأنسولين هو الهرمون الذي يساعد جسمك على استخدام السكر للحصول على الطاقة. وبدون كمية كافية من الأنسولين، ترتفع مستويات السكر في الدم وتُصاب بمرض السكري.
  • الغلوكاجون: تشكل خلايا ألفا -المنتجة للغلوكاجون- حوالي 20% من الخلايا الموجودة في البنكرياس والتي تنتج الهرمونات. إذا انخفض مستوى السكر في الدم لديك بشكل كبير، فإن الغلوكاجون يساعد على رفعه عن طريق إرسال رسالة إلى الكبد لإطلاق السكر المخزن.
  • الغاسترين والأميلين: يتم تصنيع الغاسترين بشكل أساسي في الخلايا G الموجودة في معدتك، ولكن يتم تصنيع بعضها في البنكرياس أيضاً. يحفز الغاسترين معدتك على إنتاج حمض المعدة. يتم تصنيع الأميلين في خلايا بيتا ويساعد على التحكم في الشهية وإفراغ المعدة.

ما هي الحالات والاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على غدة البنكرياس؟

  • مرض السكري من النوع الأول (Type 1 diabetes): يحدث مرض السكري من النوع الأول عندما لا يتم إنتاج الأنسولين بشكل كافي.
  • مرض السكري من النوع الثاني (Type 2 diabetes): يحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما ينتج جسمك الأنسولين ولكنه لا يستخدمه بشكل صحيح.
  • ارتفاع السكر في الدم (Hyperglycemia): يحدث ارتفاع السكر في الدم عندما ينتج جسمك الكثير من الغلوكاجون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
  • نقص السكر في الدم (Hypoglycemia): يحدث نقص السكر في الدم عندما ينتج جسمك الكثير من الأنسولين، مما يسبب انخفاض مستويات السكر في الدم.
  • التهاب البنكرياس (Pancreatitis): يحدث عندما تبدأ الإنزيمات في العمل قبل وصولها إلى الاثني عشر. وقد ينجم الالتهاب عن حصيات المرارة أو الإفراط في تناول الكحول. يمكن أن يكون مؤقتاً أو طويل الأمد (مزمناً).
  • سرطان البنكرياس (Pancreatic cancer).

ما هي الاختبارات الشائعة للتأكد من صحة البنكرياس؟

إن توضع البنكرياس العميق في البطن يجعل من الصعب فحصه من خلال التقييم البدني، لذلك قد يستخدم الطبيب الجراحة أو الاختبارات للبحث عن المشاكل. وتشمل هذه الاختبارات:

  • تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية.
  • تصوير الأوعية.
  • تحاليل الدم.
  • فحص CAT (التصوير المقطعي المحوسب).
  • ERCP (تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار) أو MRCP (تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالرنين المغناطيسي).
  • اختبار الإيلاستاز في البراز.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • اختبار وظائف البنكرياس (السكرتين تحديداً).

كيف يمكنني الحفاظ على صحة البنكرياس؟

يمكنك المساعدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض البنكرياس عن طريق:

  1. الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب زيادة الوزن في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وحصيات المرارة.
  2. تناول نظام غذائي قليل الدهون: تناول كميات كبيرة من الدهون يمكن أن يؤدي إلى حصويت المرارة، والتي يمكن أن تسبب التهاب البنكرياس. تعتبر زيادة الوزن أيضاً عامل خطر للإصابة بسرطان البنكرياس.
  3. مراقبة كمية الكحول التي تتناولها: شرب الكحول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب وسرطان البنكرياس.
  4. الاقلاع عن التدخين: يمكن أن يؤدي استخدام التبغ إلى جانب تدخين السيجار إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان والتهاب البنكرياس.
  5. إجراء فحوصات منتظمة: يمكن أن تساعد رؤية طبيبك لإجراء فحوصات منتظمة في العثور على علامات مبكرة.

للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.

لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

المصادر:

زر الذهاب إلى الأعلى