أمراض

الحزام الناري أو زنار النار، كل ما يجب أن تعرفه عن هذا الألم الحارق

ما هو الحزام الناري:

يعرف هذا المرض أيضاً بعددٍ من الأسماء الأخرى، كزنار النار أو داء المنطقة Zona or Shingles وهو أحد الأمراض الناتجة عن الإصابة بفيروس الحلأ النطاقي (Varicella Zoster Virus (VZV.

يتظاهر هذا المرض عادةً بطفح جلدي يظهر على جانبٍ واحدٍ من الجسم على شكل جزءٍ من حزامٍ، سواءً على الوجه أو الصدر أو البطن، مما قد يسبب ألماً حارقاً مزعجاً بالإضافة إلى الحكة، والشعور بالوخز في المنطقة المصابة.

عادةً ما يسيطر هذا الطفح على منطقةٍ جلديةٍ محددة خلال 7-10 أيام ويختفي تماماً بعد مرور أسبوعين لأربعة أسابيع (المصدر).

الحزام الناري
صورة توضح طريقة ظهور طفح زنار النار على منطقة واحدة من الصدر

لكن، ما هو هذا الفيروس المسبب لهذا الداء، وكيف ينتقل؟

فيروس الحلأ النطاقي (Varicella Zoster Virus (VZV:

هو أحد أنواع الفيروسات الهربسية، عادة ً ما يصيب الأطفال، وينتشر في التجمعات المغلقة كالحضانات والبيوت.

تسبب الإصابة الأولية بفيروس الحلأ النطاقي جدري الماء، وبعد شفاء الطفل من هذا المرض، فإن الجرثوم لا يختفي تماماً، بل يبقى كامناً في العقد العصبية للأعصاب الشوكية أو العصب مثلث التوائم (العصب القحفي الخامس)، فلا تظهر أية أعراض خلال فترة الكمون تلك كما أن الفيروس لا يعد معدياً خلال تلك المرحلة.

قد تستمر فترة الكمون مدى الحياة، أي أنه من الممكن للفيروس ألا يستعيد نشاطه.

في حالات ضعف المناعة المتعددة، كحالات الاستخدام المطول للكورتيزون، سواءً كان استخداماً جائراً أو في علاج بعض حالات السرطان وأمراض المناعة الذاتية كالتصلب اللويحي، فإن الفيروس يستغل الضعف المناعي للجسم، ليعاد تنشيطه مرةً أخرى، إلا أنه وبصورةٍ مختلفة، لا يسبب الإصابة بجدري الماء، بل يقوم بإصابة المنطقة الجلدية التي يقوم العصب الذي يسكن الفيروس عقدته بنقل الحس منها.

بكلماتٍ أخرى، فإن الفيروس يعود مرة أخرى عبر العصب الذي يسكن عقدته، ويصيب الجزء الجلدي الذي ينقل العصب إحساساته، ونظراً لأن الأعصاب الشوكية متناظرة، وهو يسكن عقدة أحدها فقط، كان من المنطقي أن يصيب الفيروس الجلد في جانبٍ واحدٍ من الجسم. (تابع مع الصورة في الأسفل).

الحزام الناري
صورة توضح خروج الأعصاب من النخاع الشوكي باتجاه أعضاء الجسم المختلفة.

طريقة انتقال الفيروس:

يعد فيروس VZV فيروساً معدياً بشدة، فهو –حسب موقع CDC– يصيب الأشخاص القريبين من الشخص المصاب بنسبة 90%.

عادة ما ينتقل عبر الاحتكاك القريب مع المصاب سواءً بالتلامس، أو باستخدام أدوات المصاب.

لكن كما ذكرنا سابقاً، فإن الفيروس لا يكون معدياً إلا خلال فترة نشاطه لا فترة كمونه.

أسباب عودة نشاط الفيروس:

  • التقدم بالعمر.
  • ضعف المناعة: ويشمل ذلك الإصابة بالايدز أو الأمراض السرطانية، أو العلاج بالكورتيزون أو نقل الأعضاء، بالإضافة للكثير من الأسباب الأخرى.
  • الشدة النفسية.

ما هي أعراض الحزام الناري:

إن عودة نشاط الفيروس مرةً أخرى تقتضي ظهور مجموعة من الأعراض المختلفة، نذكر منها:

  • طفح جلدي: 

إن الطفح الجلدي الناتج عن الفيروس يكون عادةً على جانب واحدٍ من الجسم، على شكل حزام محيطٍ به.
يمكن أن يظهر الطفح على الوجه أو الجذع، ولا سيما في منطقة الصدر.

يظهر الطفح على شكل بثرات مملوءة بسائل، (ليس قيحاً) يمكن تخريب بنيتها بسهولة.

  • حمى:

كأي حالةٍ التهابية أخرى، فإن رد فعل الجسم على الفيروس يقتضي زيادةً في درجة الحرارة.

  • ألم حارق.
  • حكة.
  • إزعاجات بطنية.
  • إرهاق أو ضعف عضلي.
  • ارتعاشات.
  • إصابات جرثومية ناتجة عن الحك المستمر للحبوب.

كما يمكن أن يوجد بعض الأعراض النادرة للمرض والتي غالباً ما تنتج بعد إصابة وجهية، نذكر منها:

  • الألم العيني: الأمر الذي يستدعي العلاج الفوري تجنباً لأي أضرار ٍ عينية.
  • الألم الأذني: والذي قد يتطور إلى نقص في السمع أو فقدانٍ في التوازن في حال لم يتعالج بسرعة.
  • فقدان حاسة الذوق.

مراحل تطور الحزام الناري:

عند بداية عودة نشاط الفيروس، تظهر مجموعة من الأعراض الجلدية وتشمل:

  • إحساسات الوخز أو النمل.
  • الشعور الحارق.
  • الحكة.

ومع مرور الأيام الخمسة الأولى، يبدأ الطفح بالظهور، إذ تظهر البثرات المملوءة بالسوائل، كما تظهر الأعراض الشبيهة بالانفلونزا Flu-like symptoms كارتفاع الحرارة والألم العضلي أو الإرهاق.

وبعد مرور عشرة أيام تجف البثرات تاركةً علامات حمراء تختفي بحدود أسبوعين، إلا أن الألم قد يستمر حتى بعد اختفائها.

علاج الحزام الناري:

لا يوجد دواءٌ سحري يسبب اختفاءً مباشراً لأعراض المرض، لكن يوجد عددٌ من الأدوية التي تخفف أعراض المرض، وتقلل من مضاعفاته، وتزيد سرعة الشفاء، نذكر منها:

  • الاسيكلوفير Acyclovir: يعد دواء اسيكلوفير، بالإضافة إلى المضادات الفيروسية الأخرى، كالفامسيكلوفير والفالاسيكلوفير، ضرورية في محاربة هذا الفيروس وتخفيف أعراض المرض، وتعطى من مرتين إلى خمس مرات يومياً بشكل فموي.
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDS: كالديكلوفيناك أو البروفين أو السيليكوكسيب، مما يخفف من آثاره الالتهابية، وتعطى مرة كل 8 ساعات.
  • مضادات التحسس: وذلك من أجل تخفيف الحكة كاللوراتادين أو ديسلوراتادين وتؤخذ حبة مساءً يومياً.

ختاماً، فإن تلك الأدوية تمتلك عدداً من الآثار الجانبية، لذلك فإنه من الواجب سؤال الطبيب قبل الشروع بأخذ أي دواء.

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى