الطب النفسي

ثنائي القطب _ Bipolar: أسبابه، أنواعه، وطرق العلاج.

أنا اليوم في نوبة هوسيّة، ولا أريد الخروج منها. أقدّم الحبّ والنكات، أسرف في الشرب والاشتياق ولا أستطيع مجاراة نفسي. أدفع نفسي نحو الهاوية ولا مكابح لديّ تمنعني.

أنا اليوم مكتئبة، وأودّ لو أنّ جميع من حولي يتلاشون من الوجود. لا، أودّ لو أنني أحفر حفرة وأدفن نفسي وخيباتي ودموعي. أودّ لو أن محاولة الانتحار نجحت، وأودّ لو أن طيف الحزن يتوقف عن زيارتي، إذ تعلق بجيدي براثنه. يدفعني نحو الهاوية ولا مكابح لديّ.

اليوم أستيقظ وأستمتع بطعم القهوة، بضحكة الحبيب، لا أخاف المستقبل ولا أمقت البارحة. أستمتع بهدوء الساعة الرابعة وأشعر بالملل والحزن واللذة والرعشة، وأتقبّل كلّ مالم يسعه جسدي أمس.

ما هو الاضطراب ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف سابقاً باسم الاكتئاب الهوسي، هو حالة صحية عقلية تسبب تقلبات مزاجية شديدة تشمل ارتفاعات مزاجية عاطفية (الهوس أو الهوس الخفيف) وانخفاضات (الاكتئاب).
عندما يصاب المريض بالاكتئاب، قد يشعر بالحزن أو اليأس ويجد نفسه فاقداً الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة. وعندما يتحول مزاجك إلى الهوس أو الهوس الخفيف (أقل حدة من الهوس)، قد يشعر بالبهجة أو الانفعال بشكل غير عادي. يمكن أن تؤثر هذه التقلبات المزاجية على النوم والطاقة والنشاط وإطلاق الأحكام والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح.
قد تحدث نوبات تقلب المزاج نادراً أو عدة مرات في السنة. في حين أن معظم الأشخاص سيواجهون بعض الأعراض العاطفية بين النوبات، فقد لا يعاني البعض الآخر من أي منها.
وعلى الرغم من أن الاضطراب هو حالة تستمر مدى الحياة، إلا أنه يمكنك التحكم في تقلبات المزاج والأعراض الأخرى من خلال اتباع خطة العلاج. في معظم الحالات، يتم علاجه بالأدوية والاستشارة النفسية (العلاج النفسي).

عوامل الخطر:

يدرس الباحثون الأسباب المحتملة للاضطراب ثنائي القطب، ويتفق معظمهم على أن هنالك العديد من العوامل التي من المحتمل أن تساهم في زيادة فرصة إصابة الشخص بهذا الاضطراب:

  1. بنية الدماغ وعمله: تظهر بعض الدراسات أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب تختلف في بعض النواحي عن أدمغة الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب ثنائي القطب أو أي اضطراب عقلي آخر. إن تعلُّم المزيد عن هذه الاختلافات في الدماغ قد يساعد العلماء على فهم الاضطراب وتحديد العلاجات التي ستعمل بشكل أفضل. في هذا الوقت، يعتمد الأطباء والباحثون في التشخيص وخطة العلاج على أعراض الشخص وتاريخه، بدلاً من تصوير الدماغ أو الاختبارات التشخيصية الأخرى.
  2. الوراثة: تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم جينات معينة هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب. وتظهر الأبحاث أيضاً أن الأشخاص ذوي الوالدين أو الأخوة المصابين بالاضطراب ثنائي القطب لديهم فرصة متزايدة للإصابة بهذا الاضطراب بأنفسهم. فهناك العديد من الجينات المعنية، ولا يوجد جين واحد يسبب هذا الاضطراب.

ولفهم الاضطراب بشكل أفضل، وجب علينا التوسع في مفهومين أساسيين:

  • الهوس والهوس الخفيف

غالباً ما تتضمن نوبة الهوس ارتفاعاً عاطفياً في المزاج، حيث يشعر المريض بالإثارة والاندفاع والبهجة. ومن الممكن أن يشعر أيضاً بالتوتر أو أن يلاحظ أنّ أفكاره تتسارع. يعاني بعض الأشخاص أيضاً من الهلوسة وأعراض الذهان الأخرى.
يمكن أن تتضمن نوبات الهوس سلوكاً أكثر اندفاعاً من المعتاد، غالباً لأن المريض يشعر بأنه لا تقهر أو لا يمكن المساس بك. ومن الأمثلة الشائعة على هذا النوع من السلوك ما يلي:

  • ممارسة الجنس دون استخدام وسيلة حماية.
  • إساءة استخدام الكحول والمخدرات.
  • إنفاق مبالغ كبيرة من المال.
  • ترك العمل فجأة.
  • الانطلاق في رحلة برية دون إخبار أحد.
  • القيام باستثمار كبير دون دراسة مسبقة.
  • القيادة بسرعة أكبر بكثير من المعتاد، وأعلى بكثير من الحد الأقصى للسرعة.

في حين أن هنالك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص ينخرط في هذه السلوكيات، يكمن مفتاح الهوس في كون أن هذه الأشياء ليست أشياء قد يختار الانخراط فيها في فترات المزاج المستقر.

  • نوبات الاكتئاب الكبرى:

قد يؤدي التغيير “الهابط” في الحالة المزاجية إلى الشعور بالخمول وعدم التحفيز والحزن.
تتضمن نوبات الاكتئاب الشديد المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب خمسة على الأقل من هذه الأعراض:

  1. مزاج منخفض دائم يتسم بالحزن العميق أو اليأس أو الشعور بالفراغ.
  2. فقدان الطاقة.
  3. الأرق المستمر.
  4. عدم الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها في السابق.
  5. فترات نوم قليلة جداً أو كثيرة جداً.
  6. الشعور بالذنب أو فقدان القيمة.
  7. صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
  8. التفكير بالانتحار.
  9. تغيرات في الشهية أو الوزن.

ولكن، ماهي أنواع الاضطراب وما أعراض كلّ منها؟

هنالك ثلاثة أنواع رئيسية من الاضطراب ثنائي القطب: ثنائي القطب الأول، ثنائي القطب الثاني، ودوروية المزاج. أما بالنسبة للأعراض، فهذه الأعراض الثلاثة الرئيسية: الهوس، والهوس الخفيف، والاكتئاب هي السمات الأهم للاضطراب ثنائي القطب. حيث تتضمن أنواع الاضطراب ثنائي القطب مجموعات مختلفة من هذه الأعراض.

  1. النوع الأول من اضطراب ثنائي القطب (Bipolar I):

يتم تعريف النوع الأول من خلال ظهور نوبة هوس واحدة على الأقل. فقد تواجه نوبات هوس خفيفة، وهي أقل حدة من نوبات الهوس، أو فترات اكتئاب شديدة قبل وبعد نوبة الهوس. كما يمكن لأي شخص أن يمر بفترة طويلة من المزاج المستقر قبل أن يعاني من الهوس أو الاكتئاب. ويؤثر هذا النوع من الاضطراب على الأشخاص من جميع الجنسين بالتساوي.

  • أعراض ثنائي القطب من النوع الأول:

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الخامسة (DSM-5)، فإن تشخيص اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول يتطلب ما يلي: نوبة هوس واحدة على الأقل تستمر لمدة أسبوع واحد على الأقل، بالإضافة إلى ظهور أعراض تؤثر على وظائفك اليومية وظهور أعراض غير مرتبطة بحالة صحية طبية أو عقلية أخرى أو بتعاطي المخدرات. من الممكن أيضاً أن تعاني من أعراض الذهان أو الهوس والاكتئاب معًا (المعروفة باسم السمات المختلطة)، وهذه الأعراض يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على حياتك. إذا كنت تعاني من هذه الأعراض فمن المفيد التواصل مع طبيب نفسي في أقرب وقت ممكن. وفي الحقيقة، ليس من الضروري أن تمرّ بنوبات من الهوس الخفيف أو الاكتئاب حتى يتم تشخيصك باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول. لكنّ العديد من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يبلغون عن هذه الأعراض.

2. النوع الثاني من اضطراب ثنائي القطب (Bipolar II):

 

يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني من نوبة اكتئاب شديدة تستمر لمدة أسبوعين على الأقل. كما يمرّون أيضاً بنوبة هوس خفيفة واحدة على الأقل تستمر لمدة 4 أيام تقريباً. ووفقاً لمراجعة عام 2017، قد يكون هذا النوع من الاضطراب أكثر شيوعاً عند الإناث.

  • أعراض ثنائي القطب من النوع الثاني:

يتطلب تشخيص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني ما يلي:

  1. نوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف تستمر لمدة 4 أيام أو أكثر وتتضمن 3 أعراض أو أكثر من أعراض الهوس الخفيف.
  2. ظهور تغيرات مرتبطة بالهوس الخفيف في الحالة المزاجية والوظيفة المعتادة التي يمكن أن يلاحظها الآخرون، على الرغم من أنها قد لا تؤثر بالضرورة على حياتك اليومية.
  3. نوبة واحدة على الأقل من الاكتئاب الشديد تستمر لمدة أسبوعين أو أكثر.
  4. نوبة واحدة على الأقل من الاكتئاب الشديد تتضمن خمسة أو أكثر من أعراض الاكتئاب الرئيسية التي لها تأثير كبير على حياتك اليومية.
  5. ظهور الأعراض التي لا تتعلق بحالة صحية طبية أو عقلية أخرى أو بتعاطي المخدرات.

يمكن أن ينطوي الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني أيضاً على أعراض الذهان، ولكن فقط أثناء نوبة الاكتئاب. يمكنك أيضاً أن تعيش نوبات مزاجية مختلطة، مما يعني أنك ستعاني من أعراض الاكتئاب والهوس الخفيف في وقت واحد. ومع ذلك، لن تواجه الهوس مع الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني. فإذا كنت تعاني من نوبة هوس، فسوف يتم تشخيص إصابتك بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.

3. دوروية المزاج (Cyclothymia):

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب دوروية المزاج من بعض أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب، ولكنها ليست كافية لتكون نوبة هوس خفيفة أو اكتئاب. حيث تتضمن هذه النوبات أيضاً أعراضاً أقصر وأقل حدة من النوبات المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو من النوع الثاني. فلا يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة من أي أعراض مزاجية لمدة شهر إلى شهرين في المرة الواحدة.

  • أعراض دوروية المزاج:
  1. فترات من أعراض الهوس الخفيف وفترات من أعراض الاكتئاب، متقطعة ومتكررة، لأكثر من عامين أو أكثر (سنة واحدة للأطفال والمراهقين).
  2. ظهور أعراض لا تلبي المعايير الكاملة لنوبة الهوس الخفيف أو الاكتئاب.
  3. وجود أعراض لمدة سنة على الأقل وعدم غيابها أبداً لمدة تزيد عن شهرين في المرة الواحدة.
  4. ظهور الأعراض التي لا تتعلق بحالة صحية طبية أو عقلية أخرى أو بتعاطي المخدرات.
  5. ظهور أعراض تسبب ضيقاً كبيراً وتؤثر على الحياة اليومية.

تميز أعراض المزاج المتقلبة دوروية المزاج. فقد تكون هذه الأعراض أقل حدة من أعراض الاضطراب ثنائي القطب الأول أو الثاني. ومع ذلك، فإنها تميل إلى الاستمرار لفترة أطول، لذلك سيكون لديك عموماً وقت أقل عندما لا تواجه أي أعراض.
قد لا يكون لنوبة الهوس الخفيفة تأثير كبير على حياتك اليومية. ولكن من ناحية أخرى، يؤدي الاكتئاب غالباً إلى ضائقة أكثر خطورة وسيؤثر على الوظائف اليومية، حتى لو كانت أعراضك غير مؤهلة لنوبة اكتئاب شديدة.
إذا كنت تعاني من أعراض كافية تلاقي معايير نوبة الهوس الخفيف أو الاكتئاب، فمن المرجح أن يتغير تشخيصك إلى نوع آخر من الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد، اعتماداً على أعراضك بالطبع.

يمكن لطبيبك أن يشرح لك المزيد عن نوع الاضطراب ثنائي القطب الذي تعاني منه عند مناقشة تشخيصك.
ومن الواجب معرفة أن بعض الأشخاص يعانون من أعراض مزاجية مميزة تشبه هذه الأنواع الثلاثة ولكنها لا تتوافق معها. إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لك، فقد يكون تشخيصك ما يلي:

  • اضطرابات ثنائية القطب محددة أخرى وما يرتبط بها.
  • اضطرابات ثنائية القطب غير محددة والاضطرابات المرتبطة بها.

وماذا عن الأعراض عند الأطفال والمراهقين؟

تشمل أبرز علامات الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال والمراهقين تقلبات مزاجية حادة تختلف عن تقلباتهم المزاجية المعتادة. ولكنقد يكون من الصعب تحديد أعراض الاضطراب لدى الأطفال والمراهقين. فغالباً ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه تقلّبات مزاجية طبيعية، أو أنها نتائج الإجهاد أو الصدمة، أو أنها أعراض لمشكلة صحية عقلية لا علاقة لها باضطراب ثنائي القطب.
من الممكن أن يعاني الأطفال والمراهقون من نوبات اكتئاب شديدة أو نوبات هوس أو هوس خفيف، ولكن النمط يمكن أن يختلف عن نمط البالغين الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب.

ما هو الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية وبين اضطراب ثنائي القطب؟

في حين أن اضطراب الشخصية الحدية (BPD) والاضطراب ثنائي القطب لهما أعراض متشابهة وغالباً ما يتم الخلط بينهما، إلا أنهما حالتان مختلفتان.
يتضمن اضطراب الشخصية الحدية نمطاً طويل الأمد من التقلبات المفاجئة واللحظية في الحالة المزاجية والسلوك والصورة الذاتية التي غالباً ما تنتج عن الصراعات في التفاعلات مع الآخرين. كما يعد إيذاء النفس غير الانتحاري أمراً شائعاً أيضاً في اضطراب الشخصية الحدية ولكن ليس في الاضطراب ثنائي القطب.
يختلف الاضطراب ثنائي القطب عن اضطراب الشخصية الحدية بأنه يتضمن نوبات مميزة وطويلة الأمد من الهوس أو الهوس الخفيف و/أو الاكتئاب.

والآن وبعد رحلة مفصّلة للتعرف على هذا الاضطراب، كيف تتم معالجة اضطراب ثنائي القطب؟

في الحقيقة يساعد العلاج العديد من الأشخاص، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من أشد أشكال وأنواع الاضطراب ثنائي القطب. حيث تشمل العلاجات الرئيسية للاضطراب ثنائي القطب الأدوية، أو العلاج النفسي، أو كليهما:

  • يمكن للأدوية أن تساعد في السيطرة على الأعراض. قد تحتاج إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة للعثور على الدواء الأفضل بالنسبة لك، ومن الممكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول أكثر من دواء واحد. لكن من المهم أن تتناول أدويتك باستمرار وألا تتوقف عن تناولها دون التحدث أولاً مع طبيبك.
  • يمكن أن يساعدك العلاج النفسي (العلاج بالكلام) في التعرف على المشاعر والأفكار والسلوكيات المزعجة وتغييرها، ويمكن أن يوفر لك ولعائلتك الدعم والتعليم والمهارات واستراتيجيات التكيّف. هنالك عدة أنواع مختلفة من العلاج النفسي التي قد تساعد في علاج الاضطراب ثنائي القطب.

تشمل خيارات العلاج الأخرى:

  1. العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): وهو إجراء لتحفيز الدماغ يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض. غالباً ما يُستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية في علاج الاضطراب ثنائي القطب الشديد الذي لا يتحسن مع العلاجات الأخرى. ويمكن استخدامه أيضاً عندما يحتاج شخص ما إلى علاج يعمل بسرعة أكبر من الأدوية، كما في حالة مريض معرّض لخطر الانتحار.
  2. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يساعد في علاج الاكتئاب والقلق وصعوبة النوم.
  3. يمكن أن يساعدك الاحتفاظ بدفتر للمذكرات لتتبع أعراض حالاتك المزاجية اليومية والعلاجات ونمط نومك وأحداث حياتك وكيف تصرّفت معها.

المصادر:

للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.

لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى