أمراض

داء الفيل: الأسباب و أهم الأعراض والاختلاطات

داء الفيل
صورة تظهر أحد المرضى المصابين بعدوى داء الفيل، لاحظ تضخم القدم والساق كأشهر مكان للإصابة.

ما هو داء الفيل Elephantiasis:

يعد هذا الداء، أو الفيلاريا اللمفاوية Lymphatic Filariasis، مرضاً نادراً ينتقل عبر الحشرات، وتحديداً عن طريق أنثى حشرة البعوض العادي (أو الناموس كما هي التسمية السائدة في البلدان العربية كمصر وسوريا).

أنثى البعوض العادي المسببة لداء الفيل
أنثى البعوض حال قيامها بلدغ الإنسان.

أما عن اسم هذا الداء الغريب، فإنه مستوحاً من الإصابة، إذ إنها غالباً ما تتظاهر بتورمٍ شديد في الذراعين والساقين، ليصبحا بحجمٍ أكبر بكثير من حجمهما الطبيعي.

يمكن أن تمتد تلك الإصابة لتشمل الأعضاء الجنسية، وبشكلٍ أخص الثديين والخصيتين والبربخين.

ما سبب الفيلاريا اللمفاوية، وما طريقة انتقاله:

إن المسؤول الأساسي عن هذا الداء هو دودة الفخرية البنكروفتية wuchereria bancrofti.

تعد هذه الدودة من فصيلة الديدان الخيطية أو الحبلية، بطول 7-10 سم للأنثى مقابل 3-4 سم للذكر.

عندما تقوم أنثى البعوض العادي، (والتي تحمل في خرطومها الفموي يرقةً لدودة الفخرية البنكروفتية wuchereria bancrofti) بلدغ الإنسان، فإنها تقوم بنقل يرقات تلك الدودة عبر اختراقها مكان الوخز.

عادةً ما يتم ذلك ليلاً نظراً لأن البعوض العادي ينشط عمله في الأوقات المتأخرة، كما أنه يتم بشكلٍ أكبر في المناطق الاستوائية.

تصل تلك اليرقات إلى اللمف، حيث تنتقل مع الدوران اللمفاوي أو البلغمي لتصل إلى القناة الصدرية.

تعد القناة الصدرية المكان الأخير الذي يجتمع فيه اللمف الحاوي على الجزيئات كبيرة الحجم (كالبروتينات) من أغلب الجسم.

تصب القناة الصدرية في الأوردة الكبيرة للجسم والتي تصب في الدم.

يستغرق تحول يرقات هذه الدودة إلى دودةٍ كاملة عادةً عاماً أو نحو ذلك، وعندما تصبح الإصابة فعالة وتستمر لفترة طويلة قد تصل إلى 15 عاماً.

الأعراض السريرية:

إن الإصابات التي تنتج عن نقل أعداد قليلة من اليرقات لا تتظاهر بأعراضٍ سريريةٍ عموما.

لذا فمن الممكن أن تتواجد هذه الديدان لدى مجموعة من الأشخاص دون أن ينجم عن ذلك أية عقابيل طبية خطيرة.

أما عند الأشخاص العرضيين، فتتطور الإصابة على عدة مراحل لتشمل:

1- تحتاج اليرقات فترةً تقترب من العام للتطور لديدانٍ كاملة تسبب الإصابة.

2- تنتج هذه الديدان مجموعةً من السموم مسببةً حساسيةً منتشرة في كلّ أنحاء الجسم.

3- ينتج عن تلك الحساسية الحمى والصداع والأرق، كما ينتج عنها توسع الأوعية الدموية في مكان الإصابة.

4- يؤدي توسع الأوعية الدموية إلى بعض الوذمات الحمراء.

5- مع ازدياد أعداد الديدان، تبدأ هذه الديدان بسد الأوعية اللمفاوية، مما يؤدي إلى خروج اللمف إلى خارجها.

6- ينتج عن خروج اللمف تلف وضخامة في الأعضاء التي يخرج اللمف فيها، مما يسبب هذه الأعراض الشهيرة المرافقة لداء الفيل في السيقان والخصيتين والبربخ وقد تؤدي للعقم والاضطرابات وصعوبة في تحريك الأرجل (انظر الصورة في بداية المقال).

7- كما يمكن مشاهدة اللمف في تحليل البول يسمى بالبيلة اللمفاوية أو البيلة الكيلوسية.

8- إن المعيشة الصعبة المترافقة مع داء الفيل قد تتظاهر بأعراضٍ نفسية كالقلق والألم النفسي.

الجهاز اللمفاوي المصاب في داء الفيل
صورة توضح الجهاز اللمفاوي الذي ينتقل اللمف فيه عبر جميع أعضاء الجسم.

تشخيص داء الفيل:

عادةً ما يتم التشخيص بمجرد التأمل في المريض أو الفحص السريري الذي يجريه الطبيب.

يمكن أيضاً أن يقوم الطبيب ببعض الفحوص الطبية كتحليل الدم من أجل التشخيص المؤكد، والذي يتم عادةً ليلاً نظراً لنشاط الديدان الليلي.

العلاج:

يتم عادةً العلاج الباكر بإعطاء الأدوية من أشهرها دواء دي ايتيل كاربامازين (Diethylcarbamazine (DEC.

إذ يتم ذلك بجرعات يحددها الطبيب (قد تكون مرةً في السنة) وليس بوصفةٍ شخصية، تجنباً لأي تحسس خطير من الدواء.

يمكن أن يتم أيضاً مشاركة دواءٍ آخر كالايفيرميكتين Ivermectin، مما قد يحسن النتائج العلاجية لدى المرضى.

بينما يتم العلاج المتأخر للمرض بالعمل الجراحي.

بعض النصائح المساعدة في تخفيف أعراض المرض:

يمكن تخفيف الأعراض الناجمة عن هذا الداء بعدد من الطرق أهمها:

1- غسل وتنشيف المنطقة المتورمة بشكل يومي.

2- الاستخدام الدائم للمرطبات.

3- مراقبة وجود أي جروح أو شقوق واستخدام الكريمات التي تسرع التئام الجروح والتخلص من التشققات.

4- وكنصيحة أهم مما سبق، يجب على المصاب بالداء أن يبقي قدمه المتورمة مرفوعة عند الجلوس مما قد يساعد في تخفيف التورم.

5- يجب استشارة الطبيب في حال وجوب ربط القدم المتورمة برباطٍ ضيق، مما قد يخفف من أعراض التورم.

…………………………………………………

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى