منوعات

غدة التيموس، ماذا تعرف عن هذا العضو اللمفاوي؟

اعتقد اليونانيون أن غدة التيموس (الغدة الصعترية) هي موطن الروح. ففي الواقع تعني كلمة Thymus “الروح” في اللغة اليونانية. وبالتأكيد لم تثبت أي دراسات أن هذا هو الحال، ولكن ما أثبتته الدراسات هو أن الغدة الصعترية تلعب دوراً مهماً في جهاز المناعة لديك.

ما هي غدة التيموس؟

هي عضو رخو كبير عند الأطفال ولكنها تبدأ في الانكماش بعد سن البلوغ، وبمجرد بلوغك سن الرشد تصبح صغيرة نسبياً. كما أنها عضو مكتمل النمو في الرحم، فهي واحدة من الأعضاء القلائل التي تلتف على نفسها وتصبح أصغر وأقل نشاطاً مع تقدمك في السن.
تلعب الغدة الصعترية دوراً جوهرياً في تمايز الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، حيث تساعد البروتينات الموجودة في الغدة الصعترية في تعليم الخلايا التائية عن الأعضاء التي يتم إرسالها إليها. أي بمعنى أبسط: تجهز الغدة الصعترية خلاياك للقيام بعملها.

أين تقع غدة التيموس وكيف تبدو؟

تقع في الجزء العلوي من الصدر خلف عظم القص في جزء من الصدر يسمى المنصف أمام وفوق القلب. وهي غدة رمادية اللون تتكون من جزأين غير منتظمين (فصوص). تحتوي الفصوص على الكثير من النتوءات الصغيرة التي تسمى الفصيصات على السطح.

ماهي وظيفة التيموس؟

غدة التيموس جزء أساسي من جهاز المناعة، فبدونها لا يمكن للجهاز المناعي أن يعمل بشكل صحيح.
اختبرت الدراسات المبكرة في الستينيات أهميتها عن طريق إزالتها من الفئران، وأظهرت التجارب أن الفئران التي لا تحتوي على الغدة الصعترية تعاني من نقص المناعة، وهو فشل جهاز المناعة في مكافحة العدوى.
كما أنها مسؤولة عن إنتاج الخلايا اللمفاوية أو الخلايا المناعية ونضجها، وتشمل هذه الخلايا: الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تدافع عن الجسم ضد العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الغدة الصعترية تمنع آثار الشيخوخة من خلال الهرمونات التي تفرزها وفقاً لدراسة أجريت عام 2016.

إنتاج الخلايا التائية:

تدعم الغدة الصعترية تمايز الخلايا التائية ونضجها، حيث بمجرد أن يتم إنتاج الخلايا التائية، تخضع “لانتقاء إيجابي وسلبي” داخل أجزاء من الغدة الصعترية تعرف بالقشرة واللب. تعلّم هذه العملية الخلايا التائية كيفية التعرف على المواد الغريبة أو السموم وتجنب الإضرار بالخلايا السليمة في الجسم. وهذا ما يمنع حدوث الاضطرابات المناعية الذاتية، وهي الأمراض التي يهاجم فيها جهاز المناعة أنسجة وخلايا جسمنا بدلاً من الأجسام الأجنبية.

إنتاج الهرمونات:

تفرز التيموس عدة هرمونات اهمها:

  • الثيموبويتين والثيمولين (Thymopoietin and thymulin): تشارك هذه الهرمونات في عملية تمايز الخلايا التائية إلى أنواعها المختلفة المحاربة للأمراض.
  • الثيموسين (Thymosin): يعزز هذا الهرمون استجابة الجهاز المناعي، كما يحفز الثيموسين إفراز الهرمونات التي تتحكم في النمو.
  • العامل التيموسي الخلطي (Thymic humoral factor): تزيد هذه الهرمونات من استجابة الجهاز المناعي للفيروسات.
  • هرمونات أخرى: تنتج الغدة الصعترية أيضاً كميات صغيرة من الهرمونات التي تُنتج في مناطق أخرى من الجسم، من بينها الميلاتونين الذي يساعدك على النوم والأنسولين الذي يساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم.

في أي عمر تكون غدة التيموس أكثر نشاطاً؟

تكون الغدة الصعترية أكثر نشاطاً أثناء الطفولة. حيث تبدأ بتكوين الخلايا التائية قبل الولادة، ويستمر إنتاج الخلايا التائية ويكون لديك كل الخلايا التائية التي تحتاجها بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى سن البلوغ. بعد البلوغ، يبدأ حجم الغدة بالتناقص ويتم استبدالها بالدهون.

علامات تشير إلى خطبٍ ما بغدة التيموس:

على الرغم من مرونة الغدة إلا أنها يمكن أن تتلف بسهولة، حيث يصعب على الغدة الصعترية أن تتعافى مرة أخرى بعد تعرضها للتلف مع تقدمك في العمر. ويمكن للعدوى الفيروسية والإجهاد أن يتلفا التيموس.
لكن عندما يحدث الضرر، قد تلاحظ أعراضاً مثل: ألم في الصدر، لأن الغدة الصعترية تقع في الصدر. كما يعد ضيق التنفس وفقدان الوزن من الأعراض الأخرى لمشكلة الغدة الصعترية. وقد تكون هذه الأعراض علامة على حالة من أمراض المناعة الذاتية أو سرطان الغدة الصعترية.
هناك علامات أخرى يجب أن تنتبه لها:

  •  السعال المستمر.
  • صعوبة البلع.
  • دوار وصداع.
  • تورم في وجهك أو رقبتك أو أعلى صدرك.

ما هي الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على غدة التيموس؟

يمكن أن تؤثر العديد من الحالات والاضطرابات على غدة التيموس. تتراوح المشكلات من الاضطرابات الوراثية الموجودة عند الولادة إلى الأمراض الأكثر شيوعاً عند البالغين. وتشمل هذه الاضطرابات:

  1. متلازمة دي جورج (DiGeorge syndrome): اضطراب خلقي (موجود عند الولادة) حيث تكون الغدة الصعترية مفقودة أو ناقصة التطور، فالأطفال الذين يولدون بمتلازمة دي جورج يعانون من نقص المناعة الشديد (فشل جهاز المناعة) وهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
  2. داء رنت (Graft-versus-host-disease): وهي متلازمة تحدث عندما يتم زرع الغدة الصعترية المأخوذة من رضيع ميت عند طفل مولود بمتلازمة دي جورج. قد يساعد ذلك في استعادة جهاز المناعة لدى الرضيع، لكن قد تخلق الغدة الصعترية المزروعة خلايا تهاجم خلايا المتلقي.
  3. الكتل المنصفية (Mediastinal masses): يمكن أن تشمل الكتل أوراماً أو أكياساً مملوءة بالسوائل (كيسات) أو تشوهات أخرى في الأعضاء المنصفية بما فيها الغدة الصعترية. قد تكون الكتل خبيثة وقد لا تكون كذلك.
  4. ورم توتي أو سرطان الغدة الصعترية (Thymoma and thymic carcinoma): سرطان الغدة الصعترية وورم الغدة الصعترية نوعان نادران من السرطانات التي يمكن أن تتكون في الخلايا التي تغطي السطح الخارجي للغدة الصعترية. تبدو أورام الغدة الصعترية مثل خلايا الغدة الصعترية العادية، وتنمو ببطء ولا تنتشر عادة خارج التوتة. في حين لا يبدو سرطان الغدة الصعترية مثل خلايا الغدة الصعترية العادية، حيث ينمو بشكل أسرع وينتشر بشكل متكرر إلى أجزاء أخرى من الجسم. يكون من الأسهل علاج ورم التوتة مقارنة بسرطان الغدة الصعترية.

المصادر:

زر الذهاب إلى الأعلى