أمراض

قرحة المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج

ما هي قرحة المعدة Stomach Ulcer: 

قرحة المعدة أو القرحة الهضمية هي تقرّح مفتوح يتطور في البطانة الداخلية للمعدة ويمكن أن تحدث القرحة أيضاً في الأثني عشر.

تحدث القرحة الهضمية عند تآكل بطانة المعدة أو الأثني عشر المخاطية، مما يسمح لحمض المعدة والأنزيمات الهاضمة بأذية جدار المعدة والأثني عشر وبالنهاية تتطور إلى قرحة. قد يؤدي ترك القرحة دون علاج إلى حدوث خطر النزف الداخلي و التي ينتهي المطاف بها كثقب في جدار المعدة.

أسباب قرحة المعدة:

تتنوع اسباب قرحة المعدة لتشمل العديد من الأسباب، وأكثرها شيوعاً:

  • عدوى جرثومة المعدة Helicobacter Pylori: عدوى جرثومة المعدة هي عدوى شائعة تصيب أكثر من نصف سكان العالم وتكون لا عرضية في أغلب الحالات بسبب سيطرة الجهاز المناعي للجسم عليها. في حالات أخرى، تتكاثر جرثومة المعدة متغذيةً على بطانة المعدة فتؤدي إلى تآكل هذه البطانة وتسبب التهاباً مزمناً وقرحة معدية. يكون لجرثومة المعدة الدور في 60% من قرحات الأثني عشر و 40% من قرحات المعدة.
  • الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDsوتتضمن مجموعة من الأدوية التي تعطى بدون وصفة طبية مثل الايبوبروفين والنابروكسين والاسبرين و أدوية أخرى تحتاج وصفة طبية مثل الديكلوفيناك. تساهم مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs في حدوث قرحة المعدة بعدة طرق. تهيج هذه الأدوية بطانة المعدة وتكبح إفراز بعض المواد الكيميائية الهامة التي تحمي وترمم بطانة المعدة. يصاب 30% من الناس الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكل متكرر بالقرحة المعدية.
  • متلازمة زولينجر أليسون: حالة نادرة تسبب زيادة مفرطة في إفراز حمض المعدة.
  • الضغط الفيزيولوجي الحاد: المرض الشديد، الحروق أو الإصابات من الممكن أن تسبب قرحات ناجمة عن الضغط. الضغط الفيزيولوجي يخل من توازن درجة حموضة الجسم PH وبالتالي زيادة كمية حمض المعدة. تتطور هذه القرحات بسرعة كبيرة استجابةً للضغط الفيزيولوجي على عكس القرحات العادية التي من الممكن أن تحدث بسبب الإصابات الجرثومية.

الأعراض:

بعض القرحات المعدية لا تسبب أعراضاً. تسمى هذه القرحات “القرحات الصامتة”، ولكن بعض القرحات قد تكون عرضية و تسبب أعراض شديدة أكثرها شيوعاً:

  • ألم حارق في المعدة.
  • الإحساس بنفخة في البطن.
  • عسر الهضم، خاصةً عند تناول الأطعمة الدسمة.
  • الغثيان والإقياء.

محرضات الأعراض:

يحرض ألم القرحة المعدية بحمض المعدة. لذا، يلاحظ أغلب المصابين الانزعاج بعد تناول وجبة الطعام، وبعض المصابين يلاحظون الأعراض أكثر على معدة فارغة. ويوجد أيضاً بعض المحرضات الأخرى التي تزيد الأعراض سوءاً وتجعل الشفاء أصعب بكثير. أهمها، التدخين والمشروبات الكحولية.

المضاعفات الناجمة عن قرحة المعدة:

عند ترك القرحة المعدية بدون معالجة قد تحصل بعض المضاعفات، منها:

  1. النزيف الداخلي Internal bleeding: مع أن أغلب المصابين لاتحصل عندهم نزوفات، لكنها أكثر المضاعفات التي يمكن أن تحصل شيوعاً. القرحة النازفة البطيئة يمكن أن تسبب فقراً في الدم ويمكن حتى أن تسبب خسارة شديدة في الدم.
  2. التثقب Perforation: القرحة التي تتآكل بالحمض بشكل مستمر يمكن أن تصبح بالنهاية ثقباً في جدار المعدة أو الأمعاء. و هذا مؤلم بشكل حاد وخطير جداً. فهو يسمح للجراثيم الموجودة في السبيل الهضمي بالدخول إلى جوف البطن، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث التهابات في التجويف البطني تسمى التهابات المساريقا (البريتوان). يشكل هذا الإلتهاب خطراً كبيراً لأنه من الممكن أن ينتشر إلى بقية أجزاء الجسم. من الممكن بعد ذلك أن يتطور الوضع إلى حالة مهددة للحياة تسمى إنتان الدم (Sepsis).
  3. التضيق Obstruction: القرحة في القناة البوابية للمعدة (وهي الطريق الضيق الذي يصل المعدة بالأمعاء الدقيقة) يمكن أن تشكل تضيقاً يمنع مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. ويمكن أن يحدث هذا التضيق بعد شفاء القرحة. فالقرحات التي دخلت في عملية الشفاء من الممكن أن تكوّن نسيجاً من الندوب يزيد من حجم التضيق. التضيقات الكبيرة كفاية لتسد الأمعاء الدقيقة من الممكن أن تؤخر عملية الهضم مع العديد من الأعراض الجانبية الأخرى.
  4. سرطان المعدة: بعض القرحات المعدية من الممكن أن تصبح خبيثة مع الوقت. وهي أكثر احتمالاً عندما يكون سبب القرحة هو جرثومة المعدة Helicobacter Pylori. فهي سبب مساهم في السرطانات الهضمية. لكن لحسن الحظ، هذه الحالة غير شائعة.

تشخيص الإصابة بقرحة المعدة:

يقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض والسوابق المرضية. فإذا تبين وجود سوابق لعدوى جرثومة المعدة أو الاستعمال الزائد لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، سيرغب الأطباء في إلقاء نظرة على معدة وأمعاء المريض من الداخل.

وسائل التشخيص:

  • التنظير Endoscopy: يكون التنظير الهضمي العلوي مفيداً بسبب سماحه للطبيب برؤية السبيل الهضمي من الداخل وأخذ عينة من النسيج (خزعة) من أجل تحليلها لاحقاً في المخبر. يتم إجراء هذا الفحص بإدخال أنبوب في رفيع مرفق بكاميرا عن طريق البلعوم إلى المعدة والأثني عشر. يتم تخدير البلعوم لمساعدة المريض على الاسترخاء في أثناء الفحص. من الممكن استخدام الأنبوب لأخذ عينة من النسيج من أجل التحري عن وجود أذية في المخاطية، فقر الدم، عدوى جرثومة المعدة أو الخباثة. وإذا تم أخذ عينة، لن يشعر المريض بأي شيء.
  • التصوير بالأشعة السينية X-Ray Imaging: يتم إجراء صورة للسبيل الهضمي بعد تناول المريض شراب الباريوم الذي يحسن ظهور السبيل الهضمي على صورة الأشعة السينية.
  • تصوير الطبقي المحوري CT Scan: يقوم به الأطباء للتحري عن وجود ثقوب في السبيل الهضمي.
  • اختبارات جرثومة المعدة: مثل فحص عينة من الدم أو البراز أو اختبار النفس.

العلاج:

يكون المفتاح الرئيسي في العلاج من قرحة المعدة بتجنب المسببات التي أدت إليها أساساً. يتم العلاج الدوائي بإعطاء المريض مجموعة من الأدوية التي تخفف من حموضة المعدة وتغلف المعدة من الداخل وتقتل أي عدوى جرثومة من الممكن أن تكون موجودة، وتتضمن:

  1. الصادات الحيوية: للقضاء على العدوى الجرثومية في حال وجودها، وتشمل التتراسيكلين، الميترونيدازول (فلاجيل)، الكلاريثرومايسين و الأموكسيسللين.
  2. مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تخفف هذه الأدوية من حموضة المعدة وتحمي بطانتها، مثل الأيزومبيرازول، الديكسلانزوبرازول، اللانزوبرازول، الأومبيرازول، البانتوبرازول والرابيبرازول.
  3. حاصرات مستقبلات الهيستامين(H2 blockers): تخفف من حموضة المعدة بمنع إفراز مادة الهيستامين المحرضة لإنتاجه، ومنها فاموتيدين، سيميتيدين ونيزاتيدين.
  4. مضادات الحموضة: وهي أدوية شائعة لا تحتاج إلى وصفة طبية تساعد في تعديل الوسط الحمضي للمعدة. وتعتبر معالجة للأعراض فقط فهي غير كافية لشفاء القرحة. من الممكن أيضاً تداخلها مع بعض الصادات الحيوية.
  5. عوامل حامية للخلايا: تغطي هذه الأدوية وتحمي بطانة المعدة، وتتضمن السوكرالفات والميزبروستول.
  6. تحت ساليسيلات البيزموث: دواء لا يحتاج إلى وصفة طبية يوجد بشكل ببتوبيزمول Pepto-Bismol، وهو يساعد في حماية وعزل جدار المعدة الداخلي من الحمض.

بالإمكان أيضاً إتباع حمية غذائية بتجنب الأطعمة الحمضية ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والتدخين والمشروبات الكحولية لتسريع الشفاء وضمان النتائج المثالية.

من المفترض أن يتم شفاء المريض خلال عدة أسابيع من بدء العلاج في حال امتناعه التام عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والتدخين والمشروبات الكحولية.

الجدير بالذكر أيضاً، أن بعض القرحات التي تتطور لثقوب قد تحتاج لعمل جراحي لإصلاح هذه الثقوب وتزيد عندها فترة الشفاء بضعة أسابيع أخرى.

الوقاية:

  • التخفيف من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs: والتي يمكن استبدالها بالأستيامينوفين (الباراسيتامول) أو وصف الطبيب لأدوية أخرى لحماية المعدة من تأثيرها.
  • التخفيف من تناول المحرضات الأخرى: وهي تزيد من حموضة المعدة كالكحوليات والتدخين.
  • إجراء فحص النفس للتحري عن جرثومة المعدة.

للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.

لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

المصادر:

زر الذهاب إلى الأعلى