أمراض

مرض جنون البقر _ Mad cow disease

ماهو جنون البقر:

جنون البقر أو التهاب الدماغ الإسفنجي البقري Bovine spongiform encephalopathy اختصاراً (BSE)، هو عبارة عن اضطراب عصبي تدريجي يصيب الابقار حيث ينتج عن الإصابة بعاملٍ ناقلٍ غير عادي يُسمى برويون prion (لم يُفهم الطبيعة الدقيقة لعامل النقل هذا بشكل جيد).

تم اكتشاف المرض في بريطانيا عام 1980م.

يتميز المرض بطول في فترة الحضانة التي قد تصل إلى 8 سنوات، و بشكل عام فهو يؤثر على الأبقار البالغة التي وصل عُمرها بين 4-5 سنوات، و يجب الانتباه إلى أن جميع سلالات البقر مُعرضة للمرض دون استثناء.

يتسبب بمرض جنون البقر بتجمع بروتين البريون في الجهاز العصبي ولاسيما المخ حتى يصير مليئاً بالفراغات كالإسفنج أو كالغربال.

جنون البقر
بقرة مُصابة فقدت قدرتها على الوقوف نتيجة تدمير الجهاز العصبي الحاصل بسبب المرض.

الأعراض لدى المواشي المصابة:

يتميز مرض جنون البقر في العديد من السمات والأعراض الخاصة التي تنتج بشكل أساسي عن التخريب الحاصل الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) لدى الابقار، وتشمل الأعراض الشائعة لجنون البقر على الماشية مايلي :

  1. ضعف في العضلات والتعب الشديد.
  2. الاضطرابات العصبية والسلوكية، مثل التوتر والعصبية والتشنجات.
  3. فقدان الشهية وفقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  4. تدهور القدرة على الحركة والتوازن والتنسيق.
  5. ظهور ارتجافات في الجسم.
  6. ظهور الرغبة في العض في بعض الحالات الشديدة.
  7. انخفاض في الإنتاجية، مثل إنتاج الحليب في الأبقار.

طرق انتقال العدوى ما بين الماشية:

يعتبر مرض جنون البقر من الأمراض التي تنتشر بسرعة وتسبب العديد من الإصابات المنتشرة، ويعود ذلك بسبب أساسي إلى طول فترة الحضانة فكما ذكرنا سابقاً فإن العدوى تبقى في الماشية عدة سنوات قبل أن تظهر الأعراض وبالتالي تنتقل العدوى وتنتشر دون ملاحظة.

ينتقل عدوى جنون البقر بين الأبقار بالعديد من الطرق، ومن أهم هذه الطرق:

  • التغذية: يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق تناول الأعلاف الملوثة بمواد مُصابة بالمرض.
  • الأدوات الملوثة: عن طريق استخدام نفس الأدوات في صنع الحليب مثلاً.
  • الدم: يمكن للدم الملوث بجنون البقر أن ينتقل بين الأبقار خلال الإصابات أو العمليات الجراحية التي يتم فيها تداول الدم.
  • الأنسجة: يمكن للأنسجة المُصابة أن تنتقل بين الأبقار.

العدوى للبشر:

إن انتقال العدوى للبشر ظهرت أول عام 1996 في بريطانيا ولكن بصورة مختلفة عن مرض جنون البقر، حيث ظهرت العدوى على شكل ما يعرف الآن بمرض كروتزفيلد جاكوب (CJD) Creutzfeldt- Jakob Disease وهو مرض قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي حيث ينشأ أيضاً عن نوع من البريون.

ثمة دلائل قوية تربط بين تلك الصورة المختلفة من مرض CJD في البشر ومرض جنون البقر في الماشية، وليس من الواضح ما إذا كانت جميع الحالات ناتجة عن تناول لحوم الماشية الملوثة أم لا، أي أنه لا يوجد صلة أكيدة أن مرض CJD ناتج عن الماشية المصابة بجنون البقر BSE.

حيث أنه يوجد أشخاص عديدون مصابون بذلك المرض كانوا قد عملوا فيما سبق بمزارع بها أبقار مصابة بجنون البقر، بينما كان هناك أشخاصاً صغاراً ممن لم يعملوا في مزارع من قبل وكانوا قد أصيبو ب (CJD) Creutzfeldt- Jakob Disease.

ومع ذلك، فإن الأشخاص اللذين يعملون في مزارع بها ابقار مصابة، أو أنهم قد تعرضوا للحوم أو أدوات أو أي شيء يخص الابقار المريضة يكونون تحت خطر أكبر لتطوير مرض CJD.

الأعراض:

يتطور مرض CJD ببطء في الجهاز العصبي المركزي للإنسان ويؤدي إلى تلف في الأنسجة العصبية، وتظهر عادةً علامات المرض بعد عدة سنوات من التعرض للعدوى. بعض الأعراض الشائعة للمرض تشمل:

  • تغيرات في السلوك والشخصية عند الفرد المصاب.
  • أرق ومشاكل في النوم.
  • فقدان التحكم في الحركة والتنسيق الحركي.
  • ضعف شديد في العضلات والشلل الجزئي.
  • فقدان الذاكرة والقدرات العقلية العليا كالتفكير.
  • صعوبة في التحدث وفهم اللغة.
  • تغيرات شديدة في الحالة المزاجية والعواطف.
  • حالة من الخبال تتزايد بسرعة.
  • وارتعاشات وتصلب.
(CJD) Creutzfeldt- Jakob Disease
صورة  بالرنين المغناطيسي MRI توضح التدمير التدريجي والتآكل الحاصل في دماغ أحد المصابين بمرض (CJD) Creutzfeldt- Jakob Disease.

العلاج:

للأسف، لا يوجد علاج معروف لحد الآن والمرض يكون في الغالب قاتلاً في غضون عام واحد من ظهور الأعراض.

من المهم ملاحظة أن مرض CJD نادر جداً، وقد تم تحديد عدد قليل جداً من الحالات في العالم، فإذا كنت قلقاً بشأن الإصابة بمرض CJD، فيجب عليك استشارة الطبيب لتقييم الخطر وتلقي المشورة الطبية المناسبة.

طرق الوقاية:

للأسف، لا يوجد علاج فعّال لجنون البقر أو لمرض مرض كروتزفيلد جاكوب حتى الآن، ولكن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها للتقليل من انتشار المرض من الماشية إلى البشر.

ومن هذه الإجراءات:

  • تجنب استخدام أي شيء من الحيوانات المصابة في الأغذية أو الأدوية.
  • التأكد من تمام طهي اللحوم والأطعمة المشتقة من الحيوانات.
  • التأكد من نظافة وسلامة الأدوات الزراعية والمعدات المستخدمة في رعاية الحيوانات.
  • تحديد المصادر المعروفة للمرض واتباع الإجراءات الوقائية في تلك المناطق.

يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.

يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى