جرثومة المعدة: الأسباب والأعراض والعلاجات المتاحة
ما هي جرثومة المعدة وماذا تسبب:
قد تكون قد سُمعت سابقاً بأن أحد أفراد عائلتك أو أحد أصدقائك قد شكوا من آلام في منطقة البطن، وعندما زاروا الطبيب، تبيّن لهم أنهم يعانون من قرحة معدية قد تكون ناتجة عن جرثومة المعدة. لذلك، نشعر بالفضول حيال مفهوم القرحة المعدية وعن مصير جرثومة المعدة.
سنبدأ أولاً بشرح مفهوم القرحة المعدية.
القرحة المعدية:
المعدة تمتلك، في حالتها الطبيعية، جداراً داخلياً يقوم بحمايتها من تأثير الحمض القوي الموجود في عصائر الهضم الخاصة بها. القرحة المعدية هي عبارة عن تلف أو تآكل في جدار المعدة أو الأثني عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة)، وفي بعض الأحيان في الجزء السفلي من المريء نتيجة لتأثير الحمض. هذا التلف يحدث عندما تتأذى جزءاً من طبقة المخاط التي تغطي المعدة وتقوم بعزلها وحمايتها من تأثير الحمض في عصائر المعدة الهضمية.
وتعتبر جرثومة المعدة (جرثومة الملوية البوابية Helicobacter Pylori) واحدة من أهم وأكثر أسباب القرحة المعدية شيوعاً، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الأسبيرين أو الديكلوماكس، على سبيل المثال.
جرثومة المعدة Helicobacter Pylori:
جرثومة المعدة أو الملتوية البوابية Helicobacter Pylori هي نوع من البكتيريا اللولبية وتنتمي إلى فئة الجراثيم اللولبية. تصيب هذه الجرثومة أكثر من نصف سكان العالم، ويظل ثلث المصابين بها بدون أعراض، وأسباب ذلك غير معروفة. يُعزى عدم ظهور الأعراض في بعض الحالات إلى تباين في قدرة الجسم على مقاومة جرثومة المعدة والعوامل الوراثية. تكثر انتشار هذه الجرثومة بشكل خاص بين الأطفال.
أعراض الإصابة بجرثومة المعدة:
أعراض عدوى جرثومة المعدة تكون مرتبطة بالقرحة المعدية والتهاب المعدة وتتضمن:
- ألم شديد وحارق في منطقة البطن (المعدة) يتحفز على المعدة الفارغة وقد يوقظ المريض من النوم في الحالات الشديدة.
- النفخة وتطبل البطن.
- التجشؤ الزائد.
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية على الطعام.
- العثيان والرغبة في التقيؤ.
- براز قاتم اللون أو مدمى (حالات شديدة).
- قيء دموي أو أسود يشبه حبيبات القهوة (حالات شديدة).
أسباب العدوى:
تنتقل عدوى الجرثومة الملتوية البوابية بالطريق الهضمي. هذا يعني أنها تنتقل عن طريق التلامس المباشر مع لعاب أو براز أو قيء المصاب أو الطعام والماء الملوث بالجرثومة.
تزيد لأسباب واضحة احتمالية الإصابة عند العيش مع فرد مصاب بالجرثومة أو العيش في دول نامية أو أماكن تكثر فيها الازدحامات السكانية.
التشخيص:
يتم التشخيص بثلاث طرق أساسية:
- اختبار النفس باستخدام الزفير: في هذا الاختبار، يُطلب من المريض أن يزفر في كيس هوائي قبل وبعد تناول محلول معين. يتم بعد ذلك قياس مستوى ثنائي أوكسيد الكربون في الهواء المنزلق من الزفير قبل وبعد تناول المحلول. ارتفاع مستويات ثنائي أوكسيد الكربون بعد تناول المحلول يُشير إلى وجود الإصابة.
- اختبار البراز Stool test: يتضمن هذا الاختبار فحص عينة من براز المريض لاكتشاف وجود جرثومة المعدة فيها.
- التنظير الهضمي العلوي Upper endoscopy: يتضمن هذا الإجراء إدخال أنبوب مرن من خلال فم المريض إلى المعدة. يتم خلاله أخذ عينة من بطانة المعدة لاحقاً لفحصها معملياً والتحقق من وجود الجرثومة.
العلاج:
لشدة انزعاج المريض يتكرر السؤال عن علاج جرثومة المعدة و “متى تموت حرثومة المعدة” كثيراً.
يتضمن العلاج الدوائي:
- الصادات الحيوية: بصنفين أو أكثر لضمان عدم اكتساب الجرثومة مقاومة ضد الصادات ومن ضمن الخيارات الشائعة الأموكسيسللين، كلاريثرومايسين (بياكسين)، ميترونيدازول (فلاجيل) و التتراسايكلين.
- مخففات حموضة المعدة وتشمل:
- الأدوية المثبطة لمضخات البروتون: تقوم هذه الأدوية بتقليل إفراز الحمض في المعدة وتشمل الأومبيرازول (هايبوسيك) وأيزومبيرازول (نيكسيكيور) ولانزوبرازول (بريفاسيد).
- بزموت تابع ساليسيلات (Pepto-Bismol): يقوم هذا الدواء بتشكيل عازل يحمي المعدة من الحموضة.
- حاصرات الهيستامين (H-2): مثل السيميتيدين ولكن لا تعطى هذه الأدوية إالا في حالة عدم إمكان استخدام مثبطات مضخة البروتون.
متى تموت جرثومة المعدة:
يستمر العلاج الكامل عادةً لمدة أربعة أسابيع على الأقل يمكن أن تزيد إلى بضعة أشهر بحسب استجابة الجرثومة للصادات يتوجب بعدها الفحص للتفقد من زوال الجرثومة وموتها كلياً. قد يستمر بعض الاحساس بالإنزعاج لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد إتمام العلاج الدوائي.
يقوم الأطباء بفحص عينة البراز بعد أسبوعين من إنهاء المعالجة باستخدام الأدوية التي تثبط مضخات البروتون وبعد أربعة أسابيع من إنهاء المعالجة بالصادات للتحقق من زوال الجرثومة كلياً.
المضاعفات:
زيادة احتمالية الإصابة بسرطان المعدة تعتبر واحدة من المخاطر البعيدة عند الإصابة بجرثومة المعدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقرحة التي تنجم عن هذه الجرثومة التطور إلى نزوف هضمي وتسبب أذية كبيرة في جدار المعدة.
الوقاية من جرثومة المعدة:
الوقاية العامة:
بالإمكان تقليص احتمالية الإصابة بجرثومة المعدة Helicobacter pylori عن طريق اتباع قواعد الصحة العامة مثل غسل الخضار والفواكه بمياه نظيفة و غسل اليدين بالماء والصابون جيداً لمدة 20 ثانية على الأقل قبل الطعام وبعد استخدام المرحاض.
الوقاية بالتطعيم (اللقاح):
لا يوجد بعد لقاحات فعالة لهذه الجرثومة، لكن يوجد نتائج واعدة من تجارب سريرية حديثة. أظهرت هذه التجارب أن استعمال اللقاح على الأطفال يكون فعالاً في الحماية من المرض لمدة ثلاث سنوات.
للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.
لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.
المصادر: