ماهو سرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو السرطان الذي يؤدي إلى انقسام غير منضبط لخلايا الثدي وله نوعان بشكل نموذجي: سرطان يصيب الفصيصات أو سرطان يصيب القنوات الخاصة بغدة الثدي.
الفصيصات هي عبارة عن غدد تقوم بإنتاج الحليب والقنوات هي الطرق التي تنقل الحليب من الغدد إلى حلمة الثدي.
يمكن للسرطان أن يحدث أيضاً في النسيج الشحمي أو النسيج الضام الليفي للثدي.
يمكن للخلايا السرطانية أحياناً أن تغزو بقية نسيج الثدي السليم وبإمكانها أن تنتقل إلى العقد اللمفية تحت الإبط وتنتقل إلى أعضاء أخرى كالرئتين والعظام.
حالما تصل الخلايا السرطانية للعقد اللمفية بإمكانها الانتقال إلى أماكن أخرى من الجسم.
علامات وأعراض سرطان الثدي:
معظم الأشخاص لا يعانون من أي أعراض طالما كان السرطان في مراحله الباكرة.
يمكن لسرطان الثدي أن يؤدي لمجموعة من الأعراض خصوصاً في مراحله المتقدمة.
من الأعراض الشائعة نذكر:
- كتلة أو سماكة في الثدي وغالباً بدون ألم.
- تغيّر في حجم أو شكل أو مظهر الثدي.
- احمرار أو أية تغيرات أخرى في الجلد.
- تغيرات في مظهر الحلمة أو الجلد المجاور للحلمة.
- خروج دم أو سوائل غير طبيعية من حلمة الثدي.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من كتلة غير طبيعية في الثدي طلب الرعاية الطبية.
معظم كتل الثدي ليست سرطانية وفي حالة الكتل السرطانية فغالباً مايتم علاج الكتل الصغيرة غير المنتشرة إلى العقد اللمفاوية بنجاح.
مع مرور الوقت تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأعضاء الأخرى.
حالما تصل تلك الخلايا إلى تلك الأماكن تظهر أعراض جديدة بسبب السرطان متعلقة بتلك الأعضاء مثل ألم العظام أو الصداع.
أنواع سرطان الثدي:
يوجد أنواع عديدة من سرطان الثدي وجميعها يتم تصنيفه إلى نمطين أساسيين هما: سرطان غازٍ وسرطان غير غازٍ (سرطان الثدي في الموضع).
يمكن للسرطان الغازي أن ينتشر من فصيصات وقنوات الثدي إلى أماكن أخرى من الثدي أما السرطان غير الغازي فلا يمكنه الانتقال من النسيج الأصلي.
تستخدم هاتان الفئتان لوصف أكثر الأنواع شيوعاً والتي تشمل:
- السرطان القنوي في الموضع (DCIS).
- السرطان الفصيصي في الموضع (LCIS).
- السرطان القنوي الغازي (IDC).
- السرطان الفصيصي الغازي (ILC).
هناك أنواع أخرى أقل شيوعاً من الأنواع السابقة:
- داء باجيت: هذا النمط من السرطان يبدأ في القنوات الناقلة للحليب في الحلمة ثمّ ينمو وينتشر حتى يصل إلى الجلد والهالة المحيطة بالثدي.
- ورم فيلوديس: هذا النمط نادر جداً، حيث ينمو في النسيج الضام الخاص بالثدي وغالباً مايكون ورم حميد ومن الممكن أن يكون ورماً خبيثاً.
- الساركوما الوعائية: هذا النوع من السرطان ينمو في الأوعية الدموية أو اللمفاوية في الثدي.
سرطان الثدي الالتهابي:
هذا نوع نادر ولكنه عدواني يشكل 1-5% من الحالات وفقاً للمعهد القومي للأورام.
في هذا النمط من السرطان تقوم الخلايا السرطانية بحصر العقد اللمفية القريبة من الثدي وبالتالي تفقد العقد اللمفية قدرتها على نزح اللمف بشكل طبيعي.
لذلك بدلاً من تشكيل سرطان يسبب سرطان الثدي الالتهابي تورم الثدي وجعله أحمر اللون ويصبح ملمسه دافئاً.
هذا النمط كما ذكرنا عدواني وسريع الانتشار لذلك من المهم جداً كشفه بشكل باكر.
سرطان الثدي ثلاثي السلبية:
هذا النوع من السرطان نادر أيضاً ويصيب حوالي 10-15% من الناس المصابين وفقاً للجمعية الأمريكية للسرطان.
حتى يتم تشخيص هذا النوع يجب أن يمتلك السرطان هذه الصفات:
- الخلايا السرطانية فقيرة بمستقبلات الإستروجين.
- الخلايا السرطانية فقيرة بمستقبلات البروجسترون.
- الخلايا السرطانية فقيرة بمستقبلات عامل النمو البشري البشروي النمط الثاني.
هذا النمط يميل إلى أن ينمو وينتشر بشكل أسرع من باقي الأنماط وعلاجه صعب لأن المعالجة الهرمونية لن تكون فعالة في هذا النمط.
مراحل سرطان الثدي:
يتم تقسيم سرطان الثدي لمراحل حسب حجم السرطان ومدى انتشاره وعموماً السرطانات ذات الحجم الكبير أو السرطانات الغازية تكون أخطر من السرطانات الصغيرة وغير الغازية.
لتحديد مرحلة السرطان نحتاج لمعرفة التالي:
- إذا كان السرطان غازٍ أم غير غازٍ.
- حجم السرطان.
- إذا كانت العقد اللمفية مصابة أم لا.
- إذا كان السرطان قد انتشر لأعضاء أخرى أم لا.
يمتلك سرطان الثدي خمس مراحل أساسية (من 0حتى 4):
- المرحلة /0/: هي السرطان DCIS وكما ذكرنا هنا تكون الخلايا السرطانية مقتصرة فقط على القنوات الناقلة للحليب في الثدي وغير منتشرة إلى أنسجة أخرى.
- المرحلة /1/ تقسم إلى:
- مرحلة A1: الورم البدئي حجمه يساوي 2 سانتيميتر أو أقل والعقد اللمفية سليمة.
- مرحلة B1: العقد اللمفية القريبة من الثدي مصابة بغض النظر إذا كان السرطان غير موجود في الثدي أو موجود وحجمه أقل من 2 سانتيميتر.
- المرحلة /2/ تقسم إلى:
- مرحلة A2: الورم حجمه أقل من 2 سانتيميتر ومنتشر إلى /1-3/ عقدة لمفية أو حجمه /2-5/ سانتيميتر والعقد اللمفية سليمة.
- مرحلة B2: الورم حجمه /2-5/ سانتيميتر ومنتشر إلى /1-3/ عقد لمفية إبطية أو السرطان حجمه أكبر من 5 سانتيميتر والعقد اللمفية سليمة.
- المرحلة /3/ تقسم إلى:
- المرحلة A3: السرطان منتشر إلى /4-9/ عقدة لمفية إبطية أو أن السرطان غزا العقد اللمفية الثديية الداخلية . مهما كان حجم السرطان.
- المرحلة B3: الورم غزا جدار الصدر أو الجلد ومن الممكن أو غير الممكن أو يكون قد غزا 9 عقد لمفية.
- المرحلة C3: الورم غزا 10 عقد لمفية أو أكثر من العقد اللمفية الإبطية أو الثديية الداخلية.
- المرحلة /4: الورم شكّل نقائل.
- المرحلة /5/: الخلايا السرطانية انتشرت إلى العقد اللمفية القريبة والبعيدة بالإضافة إلى أعضاء بعيدة كالعظام والرئتين.
إن تحديد المرحلة له دور مهم وأساسي في وضع الخطة العلاجية.
معدل البقاء على قيد الحياة من سرطان الثدي:
معدل النجاة يعتمد على عدة عوامل منها:
- العمر.
- الجنس.
- المرحلة.
- معدل نمو السرطان.
أهم عاملين هما نمط سرطان الثدي والمرحلة التي تم كشف السرطان فيها.
تشخيص سرطان الثدي:
يعتبر التشخيص المبكر هو المفتاح وحجر الأساس في عملية العلاج، حيث أن الشتخيص المبكر يضمن نسب شفاء تتجاوز 90% من الحالات، و من الإجراءات التي تساعد في التشخيص:
- صورة شعاعية للثدي (الماموغرام) .
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) : يساعد الإيكو في التفريق بين الكتلة الصلبة (كالورم) والكيسة الحميدة.
- خزعة الثدي: يتم أخذ الخزعة في حال تم الشك بوجود ورم بعد إجراء صورة شعاعية وإيكو ثم يتم إرسالها للمخبر ليتم فحصها وهناك يتم تحديد فيما إذا كانت الخزعة سلبية (ليست خلايا سرطانية) أم إيجابية (خلايا سرطانية) ويتم تحديد نوع السرطان أيضاً.
علاج سرطان الثدي:
العلاج يعتمد بشكل رئيسي على نمط الورم ومرحلته ومدى انتشاره للعقد اللمفية وإلى الأعضاء الأخرى.
يقوم الأطباء بالجمع بين عدة طرق علاجية لإنقاص احتمال عودة السرطان مرةً أخرى.
تتضمن الطرق العلاجية:
- العلاج الجراحي.
- العلاج الشعاعي: يتم استخدام حزمة من الأشعة موجهة نحو الخلايا السرطانية لقتلها، كما يستخدم العلاج الشعاعي لتقليل خطر النكس في الثدي والنسج المجاورة له.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الهرموني.
- العلاج البيولوجي.
العلاج الجراحي:
يتم فيها إزالة الكتلة السرطانية وتعتبر أشيع طريقة لعلاج سرطان الثدي ويتضمن عدة طرق جراحية:
- استئصال الورم: يتم فيها استئصال الورم مع جزء من النسيج المحيط ويتم ترك بقية الثدي.
- استئصال الثدي: يتم فيها استئصال الثدي بشكل كامل.
- استئصال الثدي ثنائي الجانب.
- خزعة العقدة الحارسة: يتم فيها استئصال بعض العقد اللمفية التي تتلقى النزح اللمفي من الورم ويتم فحص هذه العقد في حال كانت سليمة ولا تحتوي خلايا ورمية فلا حاجة حينئذٍ لاستئصال عقد لمفية أكثر.
- تجريف العقد اللمفية الإبطية: إذا كانت العقدة اللمفية التي تم فحصها تحتوي خلايا سرطانية عندها يجب استئصال المزيد من العقد اللمفية.
العلاج الهرموني:
يتم استخدامه في حال كان الورم حساساً للهرمونات.
كما ذكرنا سابقاً فإن هرموني الإستروجين والبروجسترون بإمكانهما تعزيز نمو سرطان الثدي لذلك يعتمد العلاج الهرموني على حصر مستقبلات هذين الهرمونين أو منع إنتاجهما من الأساس في الجسم.
بهذه الطريقة يمكننا إبطاء نمو الخلايا السرطانية ومن الممكن إيقاف نموها أيضاً.
- في بعض الحالات يتم إجراء الجراحة ويتم إلحاقها بعلاج كيميائي أو شعاعي وهذا يدعى العلاج المتمم (adjuvant therapy).
- وفي حالات أخرى يتم استخدام العلاج الكيميائي أو الشعاعي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وهذا مايدعى بالعلاج المساعد (neoadjuvant therapy).
عوامل خطر سرطان الثدي:
هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة.
عموماً، إن امتلاك أي عامل من هذه العوامل لا يعني أن الشخص سيصاب بسرطان الثدي.
تتضمن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي:
- العمر: يزداد خطر الإصابة كلّما تقدمت في العمر .معظم المصابين بسرطان الثدي الغازي هم نساء فوق سن 55.
- شرب الكحول.
- وجود نسيج ثدي كثيف.
- الجنس.
- الجينات: الأشخاص الذين يملكون طفرات في مورثتي (BRCA1,BRCA2) يكون احتمال تطور سرطان الثدي لديهم أعلى من الأشخاص الذين لا يملكون طفرات في تلك المورثتين.
- الدورة الشهرية المبكرة: يزداد خطر الإصابة عند الإناث اللواتي تبدأ لديهن الدورة قبل عمر 12 سنة.
- الولادات في سن متأخر: يزداد خطر الإصابة عند النساء اللواتي يلدن بعد عمر 35 سنة.
- العلاج الهرموني: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي يتناولن أدوية الإستروجين والبروجسترون بعد سن الضهي لتخفيف أعراض وعلامات سن الضهي.
- العامل الوراثي (وجود سوابق عائلية): يزداد خطر الإصابة عند النساء اللواتي لديهن أقارب إناث مصابين بسرطان الثدي كالأم والأخت والجدة والابنة. ولكن عدم وجود سوابق عائلية لا يعني بالضرورة عدم تطور سرطان الثدي. في الحقيقة معظم المصابين بسرطان الثدي لا يملكن سوابق عائلية للمرض.
- سن الضهي المتأخر: يزداد خطر الإصابة عند النساء اللواتي يبدأ سن الضهي لديهن بعد عمر 55 سنة.
- عدم حصول حمل مسبقاً: يزداد خطر الإصابة عند النساء اللواتي لم يحصل لديهن حمل إطلاقاً أو حصل حمل لكنه لم يصل للفترة الكاملة.
- الإصابة بسرطان الثدي مسبقاً: في حال الإصابة من قبل فهناك احتمال كبير لتطوير سرطان ثدي في الثدي الآخر أو في منطقة مختلفة من الثدي نفسه الذي كان مصاب مسبقاً.
الوقاية من سرطان الثدي:
بينما هناك العديد من عوامل الخطر التي لا يمكن التحكم فيها مثل التاريخ العائلي والطفرات الوراثية، هناك أيضاً العديد من العوامل التي يمكن التحكم فيها مثل نمط الحياة والكشف الدوري.
نمط الحياة:
يمكن لنمط الحياة أن يؤثر على إصابتك بسرطان الثدي، مثلاً الأشخاص البدينين يملكون خطر أعلى للإصابة مقارنةً بالأشخاص غير البدينين.
وفقاً للجمعية الأمريكية للأبحاث السرطانية فإن الإفراط بشرب الكحول يزيد أيضاً من خطر الإصابة وهذا يعني شرب قدحين أو أكثر خلال اليوم الواحد.
الكشف الدوري عن سرطان الثدي:
إجراء صورة شعاعية للثدي بشكل متكرر لا يمنع الإصابة لكنه يساعد في الكشف المبكر ومنه يزيد فرص العلاج.
كلية الأطباء الأمريكية تقدم الإرشادات العامة التالية للنساء:
- الإناث بعمر /40-49/: ينصح بإجراء صورة شعاعية للثدي كل 3 – 5 سنوات.
- الإناث بعمر /50-74/: ينصح بإجراء صورة شعاعية للثدي بشكل سنوي.
- الإناث فوق عمر /75/: لم يعد ينصح بإجراء صورة شعاعية للثدي.
- الإناث تحت عمر /10/ سنوات: تنصح بعدم إجراء صورة شعاعية للثدي.
حقائق:
- سبب سرطان الثدي وفيات تقدر ب /670000/ شخص على مستوى العالم عام /2022/.
- كان سرطان الثدي الورم الأكثر شيوعاً بين النساء في /157/ بلد من أصل /185/ بلد في عام /2022/.
- تقريباً /0.5-1%/ من الحالات تحصل عند الذكور.
للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.
لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.