ماهو اضطراب ما بعد الصدمة:
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو اضطراب نفسي قد ينتج عن مشاهدة أو التعرض لحدث صادم.
تم إدراجه كتشخيص من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) عام 1980.
يعاني الأشخاص الذين يعيشون مع اضطراب ما بعد الصدمة من استجابة “القتال أو الهروب” بشكل مبالغ فيه. حيث تُطلق التهديدات المتصورة نظامهم العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ. هذا يخلق شعوراً بالخطر وأعراض أخرى، حتى عندما لا يكون هناك تهديد حقيقي أو لم يعد التهديد موجوداً.
مدى شيوع اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؟
رغم تعرض الكثيرين لتجارب صادمة، إلا أن نسبة قليلة فقط تصاب باضطراب ما بعد الصدمة.
في الولايات المتحدة، يعاني حوالي 3.6% من البالغين، أي ما يعادل 9 مليون شخص، من اضطراب ما بعد الصدمة وفقاً للجمعية الوطنية للأمراض العقلية (NAMI).
يعتبر اضطراب ما بعد الصدمة أكثر شيوعاً بين العاملين في بيئات العمل عالية الضغط، مثل رجال الإطفاء، والمستجيبين الأوائل، وضباط الشرطة، والمحاربين القدامى.
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
كان يُطلق على اضطراب ما بعد الصدمة سابقاً اسم “صدمة القذائف” أو “متلازمة إجهاد المعركة”، وقد يكون الكثير من الناس على دراية بهذه الحالة بسبب ارتباطها بالمحاربين القدامى.
ومع ذلك، يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة من مجموعة متنوعة من السيناريوهات المختلفة. ما يربطهم معاً هو التهديد الحقيقي أو المتصور بالخطر، والذي قد ينطوي على احتمال فقدان الحياة.
تشمل بعض أسباب اضطراب ما بعد الصدمة:
- الكوارث الطبيعية.
- جرائم العنف.
- حدث طبي خطير.
- تجربة الاقتراب من الموت.
- فقدان أحد الأحباب.
- الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
- حوادث النقل (سيارة، طائرة، إلخ).
بشكل عام، يمكن لأي حدث مسبب للضغط تسبب فيه بالشعور بالخوف أو الصدمة أو الرعب أو العجز أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة.
عوامل خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
لا يزال الباحثون يحاولون فهم سبب إصابة بعض الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة دون غيرهم. ولكن هناك عدد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية التشخيص. وتشمل بعض هذه العوامل:
- قلة شبكة الدعم الاجتماعي.
- تاريخ الإصابة باضطرابات نفسية أخرى.
- تجارب سابقة للتعرض للإيذاء، وغالباً ما تكون في مرحلة الطفولة.
- صحة بدنية ضعيفة.
- كونك أنثى.
- التعرض للأذى الجسدي.
- يعتبر التعرض لحدث مسبب للضغط بعد حدث صادم، مثل الطلاق بعد فترة وجيزة من حادث سيارة خطير، من العوامل الأخرى التي قد تساهم في الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
- قد تلعب العوامل الوراثية أيضاً دوراً. تقترح الأبحاث التي أجريت على فحوصات الدماغ للأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة أن الحصين – وهو الجزء من الدماغ الذي يتعامل مع الذكريات والتنظيم العاطفي – يكون أصغر حجماً وشكله مختلف عن أولئك الذين لا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
على الرغم من أن الشعور بالارتباك أو البكاء أو صعوبة التركيز أمر طبيعي في الأيام القليلة التي تلي حدثاً صادماً، إلا أن هذه الأعراض لا تشير بالضرورة إلى حالة طويلة الأمد.
- أعراض متعلقة بالحدث:
- إعادة تجربة الحدث الصادم من خلال ذكريات أو فلاشباك أو ردود أفعال انشقاقية (الشعور بالانفصال عن النفس أو عن محيطك).
- كوابيس أو أحلام مزعجة مرتبطة بالصدمة.
- أفكار أو صور أو أحاسيس غير مرغوب فيها ومتطفلة مرتبطة بالحدث الصادم.
- ضيق عاطفي أو جسدي عند التعرض لإشارات داخلية أو خارجية تُثير ذكريات الصدمة.
- التجنب:
- بذل جهود متعمدة لتجنب الأفكار والمشاعر والمحادثات والأشخاص والأماكن والمواقف أو الأنشطة التي تُثير ذكريات الصدمة.
- نطاق عاطفي محدود (عدم القدرة على تجربة المشاعر الإيجابية).
- الإثارة والتفاعل:
- اليقظة المفرطة (الانتباه المتزايد للتهديدات المحتملة).
- استجابة استفزازية متزايدة.
- صعوبة في النوم (الأرق أو الكوابيس).
- التهيج أو نوبات الغضب.
- السلوك المتهور أو المدمر للذات.
- المزاج والإدراك:
- معتقدات سلبية عن النفس أو لوم الذات مرتبط بالحدث الصادم.
- صعوبة في التركيز أو تذكر تفاصيل الحدث الصادم.
- الانفصال عن الآخرين أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تمتع بها سابقاً.
- المشاعر السلبية مثل الخوف أو الشعور بالذنب أو الخجل.
- الأعراض الجسدية (معيار اختياري):
على الرغم من عدم تضمينها صراحة في معايير التشخيص DSM-5، إلا أن الأعراض الجسدية المرتبطة عادةً باضطراب ما بعد الصدمة قد تشمل:
- التعرق.
- الارتعاش.
- الدوخة.
- الصداع.
- ألم في الصدر.
- اضطراب في المعدة.
- آلام غير مبررة.
- إعياء.
اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال:
قد يُظهر الأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أعراضاً مشابهة للكبار، على الرغم من أن العرض يمكن أن يختلف اعتماداً على العمر ومرحلة النمو. تشمل الأمثلة:
- التبول اللاإرادي.
- كوابيس..
- زيادة التعلق بمقدمي الرعاية
- صعوبة في التعبير عن المشاعر شفهياً.
- إعادة تمثيل الحدث الصادم من خلال اللعب أو الفن.
في حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، قد تشمل الأعراض الإضافية:
- انخفاض احترام الذات.
- الخوف أو الحزن أو العزلة الاجتماعية.
- سلوك عدواني.
- سلوك جنسي غير مناسب للعمر.
- إيذاء النفس.
- تعاطي المخدرات.
تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
لتشخيص دقيق لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، يجب استيفاء معايير معينة:
- التعرض للصدمة: أن تكون قد تعرضت أو شهدت على الموت أو التهديد بالوفاة أو الإصابة الخطيرة الفعلية أو المهددة أو العنف الجنسي الفعلي أو المهدد.
- الأعراض: أن تعاني من عرض أو أكثر من أعراض التطفل، وأعراض التجنب، وأعراض الاستثارة، وأعراض المزاج والإدراك (كما هو موضح في ترجمة سابقة لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة).
- مدة الأعراض: استمرار الأعراض لمدة شهر واحد على الأقل.
- الضعف الوظيفي: تسبب الأعراض صعوبة في الحياة الاجتماعية أو المهنية.
- استبعاد أسباب أخرى: لا ترتبط الأعراض بالأدوية أو تعاطي المخدرات أو المرض.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، ففكر في التواصل مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، إذا كان متاحاً.
عملية التشخيص:
- الفحص البدني: قد يتم إجراء فحص بدني أثناء التقييم للتأكد من أن المشكلة الطبية ليست هي سبب الأعراض.
- التقييم النفسي: قد يتم أيضًا إجراء تقييم نفسي لمناقشة العلامات والأعراض والأحداث التي ربما تكون قد تسببت فيها.
- الاستبيانات والمقابلة الشخصية: قد يُطلب منك أيضاً ملء استبيان والإجابة على أسئلة حول تاريخك الشخصي والعائلي.
الإحالة إلى أخصائي:
سيقوم طبيب الرعاية الأولية أو مقدم الرعاية الصحية على الأرجح بإحالتك إلى أخصائي لمزيد من التقييم إذا لزم الأمر.
فقط أخصائي الصحة العقلية – مثل طبيب نفساني أو معالج نفسي أو أخصائي اجتماعي سريري – يمكنه تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة بدقة.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
لا توجد طريقة لمنع وقوع حدث صادم، إلا أن هناك طرقاً لإدارة أي أعراض تظهر في أعقاب الصدمة.
حدد الباحثون بعض عوامل المرونة، وهي خصائص الأشخاص الذين يمكنهم التكيف والنمو بعد الصدمة. وتشمل هذه:
- القدرة على التواصل وطلب الدعم.
- النجاح في تطوير استراتيجيات التأقلم.
- الشعور بالإيجابية حول كيفية استجابتهم لصدمتهم.
قد يتعافى أولئك الذين يمارسون “التكيف النشط” بهذه الطريقة من اضطراب ما بعد الصدمة بشكل أسرع. وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH)، يتعافى البعض في غضون 6 أشهر. أما بالنسبة للآخرين، فقد يستمر العلاج لعدة سنوات.
غالباً ما يشمل علاج اضطراب ما بعد الصدمة مجموعة من العلاج النفسي والأدوية.
العلاج النفسي:
أظهرت الأبحاث أن العلاج النفسي، المعروف أيضاً بالعلاج بالكلام، قد يكون خيار علاج فعال لاضطراب ما بعد الصدمة.
-
العلاج بالمعالجة الإدراكية (CPT): تُستخدم هذه التقنية للمساعدة في معالجة الصدمة، حيث أن العديد من الأشخاص لا يستطيعون معالجتها مباشرة بعد حدوثها. يمكن أن يساعد العلاج بالمعالجة الإدراكية أيضًا الشخص على إعادة هيكلة معتقداته حول ما حدث بطرق أكثر فائدة.
-
العلاج بالتعرض المطول: هذا نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي يتضمن الاقتراب التدريجي من الذكريات أو المواقف المرتبطة بالصدمة والتي كنت تتجنبها منذ الحدث. تتم هذه التقنية ببطء وأمان وبشكل منهجي. كما قد تتعلم تقنيات التنفس للمساعدة في إدارة قلقك.
-
إعادة المعالجة وإزالة التحسيس عبر حركة العين (EMDR): يستخدم EMDR نغمات أو أشرطة لطيفة لمقاطعة أنماط التفكير أو المعتقدات. تظهر الأبحاث أنه يمكن أن يقلل من القلق والاكتئاب والإرهاق والبارانويا.
الأدوية:
قد يكون لبعض الأدوية تأثير إيجابي على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
يوصي الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) بمثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا هي:
- باروكستين (بكسيل).
- فلوكستين (بروزاك).
- سيرترالين (زولفت).
كما أن مضادات الاكتئاب الأخرى، مثل فينلافاكسين (إفيكسور)، قد تساعد أيضاً في تخفيف الأعراض.
مضاعفات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
إلى جانب الأعراض التقليدية لاضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات، خاصةً إذا تُركت دون علاج. وتشمل هذه المضاعفات:
- صعوبات العمل: قد يعاني المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من صعوبة التركيز أو إكمال المهام في العمل. وقد يواجهون صراعات في العلاقات مع الزملاء أو الرؤساء.
- توتر العلاقات: يمكن أن تؤدي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة إلى إجهاد العلاقات الشخصية. على سبيل المثال، قد يتجنب المصابون المواقف الاجتماعية أو يكونوا سريعين الغضب أو الانفعال، مما يضعف العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: يرتبط اضطراب ما بعد الصدمة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: قد يكون الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة أكثر عرضة للإصابة بأمراض جسدية أخرى، بما في ذلك السكري ومشاكل الجهاز الهضمي.
- آلام مزمنة: يعاني بعض المصابين من آلام جسدية لا يوجد لها سبب طبي واضح.
- ضعف جهاز المناعة: يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن المصاحب اضطراب ما بعد الصدمة إلى ضعف جهاز المناعة، مما يزيد من susceptibility (احتمالية الإصابة) بالعدوى والأمراض.
للاطلاع على المنتجات الطبية الخاصة بنا يمكنك زيارة القسم الخاص بالمنتجات من هنا.
لطلب أي منتج الرجاء التواصل على صفحة ال Instagram الخاصة بالموقع أو من خلال ترك تعليق على المقال الخاص بالمنتج.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.