المقدمة:
تعتبر الفيتامينات _ Vitamins من المواد العضوية الهامة جداً لصحة جسم الإنسان، والتي يجب أن تتوافر بكميات قليلة جداً ضمن الجسم حيث أن زيادة الفيتامينات عن الحد الطبيعي أو نقصانها عن الحد الطبيعي سيؤدي إلى اعراض وخيمة جداً ستؤثر على جميع أجهزة الجسم.
ومن الهام معرفة أن الإنسان غير قادر على تصنيع الفيتامينات بنفسه، وبالتالي فإن جميع الفيتامينات داخل الجسم تكون ذات مصدر خارجي من الغذاء اليومي بشكل أساسي (باستثناء فيتامين د الذي يمكن للبشر تصنيعه من الكوليسترول عند تعرض بشرتهم لأشعة الشمس).
ولهذا يعرف فيتامين د باسم فيتامين أشعة الشمس.
اجمالا، يوجد لدى البشر 13 نوعاً مختلفاً من الفيتامينات :
- 4 فيتامينات ذوّابة في الدهون.
- 9 فيتامينات ذوّابة في الماء.
وفي مقالنا هذا سنتكلم عن اعراض نقص واحد من أهم الفيتامينات للجسم وأكثرها تأثيراً على الصحة العامة للجسم (فيتامين د _ Vitamin D).
فوائد فيتامين د للجسم:
في البداية سنتكلم بشكل موجز عن فوائد فيتامين د للأجهزة المختلفة للجسم لكي نكون قادرين على فهم الامراض التي تنتج عن نقص هذا الفيتامين بشكل أكبر.
اهمية فيتامين د في عملة بناء هيكل الجسم (العظام):
إن جسم الإنسان لا يمكنه امتصاص الكالسيوم (المكون الأساسي والرئيس للعظام) بشكل صحيح من دون توافر فيتامين د، وبالتالي فإنه مهما كانت كمية الكالسيوم المتناولة يومياً ضمن الغذاء (من الحليب والبيض والأجبان وغيرها من مصادر الكالسيوم) لن تقوم بوظيفتها في بناء العظام من دون توافر فيتامين د بالكميات المناسبة داخل الجسم.
اهمية فيتامين د للجهاز المناعي:
توصلت آخر الأبحاث على إن فيتامين د يمتلك العديد من الخصائص المضادة للالتهاب والمضادة للأكسدة والواقية للأعصاب، وبالتالي فإن له دور هام في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي ونشاط الخلايا العصبية.
كما أن الاشخاص الذين يملكون مستويات منخفضة من فيتامين د يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية مثل : التهاب المفاصل الروماتيدي ومرض السكري من النمط الأول وامراض التهاب الامعاء.
تقليل خطر الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد _ Multiple Sclerosis:
من خلال دراسة أجريت عام 2018 وجدت أن الكميات المنخفضة من فيتامين د لدى السكان تترافق مع ارتفاع في نسبة الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد.
تقليل الإصابة بامراض القلب:
تبعاً للعديد من الدراسات، إن الكميات المنخفضة من فيتامين د تزيد احتمالية الإصابة بامراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وفشل في القلب وحدوث السكتات الدماغية.
تقليل احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض التنفسية الخطيرة:
وجدت العديد من الأبحاث الحديثة أن الكميات المناسبة من فيتامين د في جسم الإنسان تقلل خطر الإصابة بالانفلونزا _ Flu و فيروس كورونا (Covid-19)، فتناول مكملات فيتامين د كان لها دور هام في الوقاية من إصابات عدوى الجهاز التنفسي.
كما لوحظ أن انخفاض مستويات فيتامين د تزيد نسبة الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS.
اعراض نقص فيتامين د النفسية والعقلية:
إن نقص فيتامين د لدى البشر يحدث بشكل أساسي عند عدم التعرض للشمس أو عند نقص الوارد الغذائي اليومي من فيتامين د.
وجد الباحثون أن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم أيضاً مستويات منخفضة من فيتامين د، ولذلك هناك احتمال كبير أن توجد صلة وثيقة ما بين الأمراض النفسية كالاكتئاب وانفصام الشخصية وبين نقص فيتامين د، كما لاحظت العديد من التجارب تحسناً ملحوظاً لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب بعد تناولهم لمكملات فيتامين د، وعلى الرغم من ذلك فإن الفائدة المؤكدة مازالت تحت البحث والتجربة.
وبشكل أكثر تحديداً، وجدت العديد من الأبحاث أن نقص فيتامين د في أثناء الحمل يؤثر وبشكل كبير على تشكل اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم (وهو نوع خاص من الاكتئاب يحدث خلال الأسابيع والأشهر الأولى التي تلي الولادة).
الاعراض الجسدية لنقص فيتامين د:
إن ملاحظة نقص فيتامين د ليس بالأمر السهل أبداً، لإن اعراض نقصه تظهر بعد عدة شهور وقد تظهر بعد سنوات من حدوث النقص داخل الجسم، وحتى أنه من الممكن ألّا تظهر الأعراض بشكل واضح على الإطلاق.
ومع ذلك، توجد العديد من العلامات والمؤشرات التي توحي بشكل أساسي إلى نقص في معدلات نقص فيتامين د داخل الجسم، ومن تلك المؤشرات نذكر:
آلام العظام والظهر:
إن آلام العظام والمفاصل وأسفل الظهر من الأعراض الشائعة لنقص فيتامين د، حيث وجدت مراجعة ل 81 دراسة سابقة أن الأشخاص اللذين يعانون من آلام المفاصل وآلام العضلات يميلون إلى الحصول على مستويات أقل من فيتامين د مقارنة مع الأشخاص اللذين لا يعانون من الأعراض السابقة.
هشاشة العظام:
كما أوردنا في الأعلى، فإن لفيتامين د دور أساسي في عملية امتصاص الكالسيوم وعملية تمعدن العظام، وبالتالي فإنه عند حدوث أي نقص في مستويات الفيتامين سيؤدي إلى نقص في تمعدن العظام أو ما يعرف بهشاشة العظام الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة احتمالية حدوث الكسور العظمية.
الإصابة بالأمراض بشكل متكرر:
كما ذكرنا سابقاً، فإن لفيتامين د دور هام في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي وبالتالي فإن أي نقص في مستويات فيتامين د عن الحدود الطبيعية سيؤدي إلى مشاكل في الجهاز المناعي التي ستتظاهر على شكل إصابات متكررة بالبكتريا والفيروسات المسببة للأمراض.
وجدت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة أن وجود صلة وثيقة ما بين انخفاض مستويات فيتامين د والإصابات المتكررة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والتهاب القصبات.
التعب والإرهاق:
على عكس العلامات الأخرة الواضحة مثل الاكتئاب وهشاشة العظام، فإنه غالباً مايتم التغاضي عن نقص فيتامين د كسبب محتمل للتعب والإرهاق.
حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الممرضات في إحدى المشافي وجود علاقة قوية ما بين نقص فيتامين د وما بين التعب والإرهاق المبلغ عنه ذاتياً، حيث كان 89% من المشاركين مصابين بنقص في مستويات فيتامين د.
نوعية النوم السيئة:
ربطت دراسة أجريت على 39 طفلاً ما بين انخفاض مستويات فيتامين د وما بين النوعية السيئة للنوم وعدم الانتظام في مواعيد النوم، كما أن الأرق وتأخر ساعات النوم كان من الآثار الهامة لنقص فيتامين د حسب الدراسة السابقة.
زيادة في الوزن:
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على البالغين احتمال وجود صلة ما بين نقص فيتامين د ودهون البطن واكتساب الوزن، وقد كانت هذه العلاقة أكثر وضوحاً لدى الذكور البالغين.
آلام في العضلات:
توجد بعض مستقبلات فيتامين د في النهايات العصبية الحرة – nociceptors والتي لها دور أساسي في عملية استشعار الألم، وبالتالي قد يكون لفيتامين د دوراً في مسارات الإحساس بالألم داخل الجسم والتي تساهم في الألم المزمن كآلام العضلات المزمنة.
ولتدعيم ذلك، وجدت بعض الدراسات أن 71% من الاشخاص اللذين يعانون من آلام مزمنة خاصة في العضلات والعظام يعانون من نقص في فيتامين د.
تساقط وفقدان للشعر:
ربطت العديد من الأبحاث ما بين نقص مستويات فيتامين د وما بين تساقط الشعر ولا سيما الثعلبة البقعية عند النساء (مرض مناعي ذاتي يتميز بفقدان شديد للشعر على شكل بقع).
كما وجدت مراجعة بحثية أخرى، أن ارتفاع مستويات فيتامين د تقلل من تساقط الشعر الغير تندبي لدى النساء المشاركين في الدراسة.
ضعف في التئام الجروح:
إن الالتئام البطيء للجروح مابعد العمليات الجراحية قد يكون مؤشراً هاماً إلى انخفاض شديد في مستويات فيتامين د.
حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على أنابيت الاختبار أن فيتامين د يزيد من إنتاج المركبات الضرورية لتكوين جلد جديد كجزء أساسي من عملية التئام الجروح.
عوامل خطر للإصابة بنقص فيتامين د:
توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من الإصابة بنقص فيتامين د، والتي يجب علينا إعارتها المزيد من الاهتمام في حياتنا اليومية.
سنرد على ذكرها بشكل موجز:
- التعرض القليل لاشعة الشمس.
- الحميات الغذائية الشديدة.
- أصحاب البشرة السوداء.
- سكان الدول البعيدة عن خط الاستواء.
- السمنة.
- العمر.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.
…………………………………………………………………………..
المصادر:
https://www.mayoclinic.org/ar/drugs-supplements-vitamin-d/art-20363792
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK441912/
https://www.healthline.com/health/food-nutrition/benefits-vitamin-d#1.-Vitamin-D-may-fight-disease
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29243029/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31172459/
https://nutritionj.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12937-021-00744-y
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32252338/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28914205/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/33072644/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32927309/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32217340/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31405646/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32108263/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29958055/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27178217/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7954071/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26755458/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29559013/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32204746/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24730754/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27222384/