الصرع و ( المعروف أيضاً باسم اضطراب النوبات ) هو اضطراب في الدماغ يسبب نوبات عصبية متكررة. هنالك أنواع عديدة من الصرع، حيث يمكن تحديد السبب لدى بعض الأشخاص. وفي حالات أخرى، يكون السبب غير معروف.
الصرع مرضٌ شائع. وتشير التقديرات إلى أن 1 من كل 26 شخصاً يصاب بهذا الاضطراب وفقاً لمؤسسة الصرع العالمية. ويؤثر الصرع على الأشخاص من جميع الأجناس والخلفيات العرقية والأعمار.
الأسباب:
ليس للصرع سبب محدد لدى حوالي نصف الأشخاص المصابين بهذه الحالة. لكن يمكن إرجاع الحالة إلى عوامل مختلفة عند النصف الآخر من المصابين، بما في ذلك:
- التأثير الوراثي: بعض أنواع الصرع تنتشر في العائلة الواحدة. في هذه الحالة، من المحتمل أن يكون هنالك تأثير وراثي. لقد ربط الباحثون بعض أنواع الصرع بجينات محددة، لكن قد يعاني بعض الأشخاص من الصرع الوراثي غير الموروث، فيمكن أن تحدث التغيرات الجينية لدى الطفل دون أن تنتقل من أحد الوالدين.
بالنسبة لمعظم الناس، الجينات ليست سوى جزء من الأسباب المؤدية للصرع، أي: قد تجعل بعض الجينات الشخص أكثر حساسية للظروف البيئية التي تسبب النوبات. - صدمات الرأس: يمكن لصدمة الرأس نتيجة لحادث سيارة أو إصابة مؤلمة أخرى أن تسبب الصرع.
- عوامل في الدماغ: أورام الدماغ يمكن أن تسبب الصرع، أو قد يكون السبب أيضاً هو الطريقة التي تتشكل بها الأوعية الدموية في الدماغ. فالأشخاص الذين يعانون من أمراض الأوعية الدموية مثل التشوهات الشريانية الوريدية والتشوهات الكهفية يمكن أن يصابوا بنوبات. وفي البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً، تعد السكتة الدماغية سبباً رئيسياً للصرع.
- الالتهابات: يمكن أن يسبب التهاب السحايا وفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الدماغ الفيروسي وبعض أنواع العدوى الطفيلية الصرع.
- الإصابة قبل الولادة: يكون الأطفال حساسين قبل ولادتهم لتلف الدماغ الذي يمكن أن يحدث بسبب عدة عوامل: وقد تشمل: نقل العدوى من الأم، أو سوء التغذية، أو نقص الأكسجين. يمكن أن يؤدي تلف الدماغ هذا إلى الصرع أو الشلل الدماغي.
- اضطرابات النمو: يمكن أن يترافق الصرع أحياناً مع اضطرابات النمو. فالأشخاص المصابون بالتوحد هم أكثر عرضة للإصابة بالصرع مقارنة مع الأشخاص غير المصابين بالتوحد. وقد وجدت الأبحاث أيضاً أن الأشخاص المصابين بالصرع هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نمو أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). قد تكون الإصابة بكلتا الحالتين مرتبطة بالجينات المشاركة في كل من الصرع واضطرابات النمو.
عوامل الخطر:
توجد عوامل معيّنة قد تزيد من خطر إصابتك بالصرع:
- العمر: يكون ظهور الصرع أكثر شيوعاً عند الأطفال وكبار السن، ولكن يمكن أن تحدث الحالة في أي عمر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة: إذا كان لديك تاريخ عائلي من الصرع، فقد تكون في خطر متزايد للإصابة باضطراب النوبات.
- إصابات الرأس: إصابات الرأس هي المسؤولة عن بعض حالات الصرع، ويمكنك تقليل المخاطر عن طريق ارتداء حزام الأمان أثناء ركوب السيارة وارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجات أو التزلج أو ركوب الدراجة النارية أو الانخراط في أنشطة أخرى تنطوي على خطر كبير للإصابة بالرأس.
- السكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الأخرى: يمكن أن تسبب السكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية تلفاً في الدماغ، وقد يؤدي تلف الدماغ إلى حدوث نوبات صرع. يمكنك اتخاذ عدد من الخطوات لتقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض، بما في ذلك الحد من تناول الكحول وتجنب السجائر، وتناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام.
- الخَرَف: يمكن أن يزيد الخرف من خطر الإصابة بالصرع لدى كبار السن.
- التهابات الدماغ: يمكن أن تزيد حالات العدوى، مثل التهاب السحايا، الذي يسبب التهاباً في الدماغ أو الحبل الشوكي، من خطر إصابتك.
- النوبات التي تحدث في مرحلة الطفولة: يمكن أن تترافق الحمى المرتفعة في مرحلة الطفولة في بعض الأحيان مع النوبات. يزداد خطر الإصابة بالصرع إذا كان الطفل يعاني من نوبة صرع طويلة مرتبطة بالحمى، أو حالة أخرى في الجهاز العصبي، أو تاريخ عائلي من الصرع.
ما هي أنواع الصرع وما أعراض نوباته؟
يصنف مقدمو الرعاية الصحية حالات الصرع حسب نوع النوبات، وتعتمد فئات النوبات على المكان الذي تبدأ فيه في دماغك وعلى مستوى وعيك أثناء النوبة وعلى وجود أو غياب حركات العضلات.
-
نوبات الصرع البؤرية:
تبدأ النوبات البؤرية في منطقة واحدة، أو في شبكة من الخلايا، على جانب واحد من الدماغ. كان يُطلق على هذه النوبة اسم نوبة البداية الجزئية. هنالك نوعان من النوبات البؤرية:
- النوبة البؤرية الواعية: تعني أنك مستيقظ وواعي أثناء النوبة، ووصف الاخصائيين هذا الأمر بأنه نوبة جزئية بسيطة. قد تشمل الأعراض ما يلي:
1. تغيرات في حواسك، أي في طعم الأشياء أو رائحتها أو صوتها.
2. تغيرات في عواطفك.
3. رجفة غير منضبطة في العضلات، عادة في الذراعين أو الساقين.
4. رؤية أضواء ساطعة، والشعور بالدوار، والإحساس بالوخز. - النوبة البؤرية المترافقة مع ضعف في الوعي: تعني أنك مشوش أو فقدت الوعي أثناء النوبة. كان يُطلق على هذا النوع من النوبات اسم النوبات الجزئية المعقدة. قد تشمل الأعراض ما يلي:
1. التحديق الفارغ أو “التحديق في الفضاء”.
2. حركات متكررة مثل رمش العين، أو ضرب الشفاه أو حركة المضغ، أو فرك اليد أو حركات الأصابع.
-
نوبات الصرع المعممة:
تؤثر النوبات الصرعية العامة على شبكة واسعة النطاق من الخلايا على جانبي الدماغ في نفس الوقت. هنالك ستة أنواع من النوبات المعممة.
- نوبة صرعية مصحوبة بغيبة (Absence seizures): يؤدي هذا النوع من النوبات إلى التحديق الفارغ أو “التحديق في الفضاء” (فقدان الوعي لفترة قصيرة). قد نلاحظ حركات عضلية بسيطة بما في ذلك وميض العين، أو حركات الشفاه أو المضغ، أو حركات اليد أو فرك الأصابع. تعد نوبات الغياب أكثر شيوعاً عند الأطفال، وتستمر لمدة ثوانٍ فقط (عادةً أقل من 10 ثوانٍ) وعادةً ما يتم الخلط بينها وبين أحلام اليقظة. سميت هذه النوبات في ما مضى بنوبات الصرع الصغير.
- النوبة الارتعاشية (Atonic seizures): تعني النوبات الارتعاشية أنها موهنة. وفي هذه النوبة تفقد السيطرة على العضلات أو أن عضلاتك ضعيفة أثناء نوبة الصرع. قد تتدلى أجزاء من جسمك مثل الجفون أو الرأس، أو قد تسقط على الأرض أثناء هذه النوبة القصيرة (عادةً أقل من 15 ثانية). يسمى هذا النوع من النوبات أحياناً “نوبة السقوط”.
- النوبة التوترية (Tonic seizures): تعني النوبة التوترية أن قوة عضلاتك قد زادت بشكل كبير. فتجد أن ذراعك أو ساقك أو ظهرك أو جسمك بالكامل متوتر أو متصلب، مما يتسبب في سقوطك. قد تكون واعياً أو لديك تغير طفيف في الوعي خلال هذه النوبة القصيرة (عادةً أقل من 20 ثانية).
- النوبة الرمعية (Clonic seizures): تعني كلمة الرمعية تصلب العضلات السريع والمتكرر ثم استرخائها. تحدث النوبة الرمعية عندما تهتز العضلات بشكل مستمر لمدة تتراوح من ثانية إلى دقيقة، أو عندما تتصلب العضلات يتبعها رجفة لمدة تتراوح من ثوانٍ إلى دقيقتين.
- النوبة التشنجية الارتجاجية (Tonic-clonic seizures): هذا النوع من النوبات عبارة عن مزيج من تصلب العضلات (المنشطة) وتشنجات العضلات الإيقاعية المتكررة (الارتجاجية). قد يطلق مقدمو الرعاية الصحية على هذه النوبة اسم التشنج، وقد أطلقوا عليها ذات مرة اسم نوبة الصرع الكبير. النوبات التوترية الرمعية هي ما يفكر فيه معظم الناس عندما يسمعون كلمة “نوبة صرع”. تفقد وعيك، وتسقط على الأرض، وتتصلب عضلاتك وترتعش لمدة تتراوح بين دقيقة وخمس دقائق. قد تعض لسانك، ويسيل لعابك، وتفقد السيطرة على عضلات الأمعاء أو المثانة، مما يجعلك تتبرز أو تتبول.
- النوبة الرمعية العضلية (Myoclonic seizures): يسبب هذا النوع من النوبات تشنجات أو تشنجات عضلية قصيرة تشبه الصدمة. عادة ما تستمر النوبات الرمعية العضلية لبضع ثوان فقط.
كيف يتم تشخيص الصرع؟
في الحقيقة، إذا تعرضت لنوبتين أو أكثر ولم تكن هاتان النوبتان ناجمتان عن حالة طبية معروفة، على سبيل المثال: بسبب انسحاب الكحول أو انخفاض نسبة السكر في الدم، فأنت تعتبر مصاباً بالصرع. قبل إجراء التشخيص، سيقوم طبيبك (أو أخصائي الصرع) بإجراء فحص جسدي، وسيأخذ تاريخك الطبي وقد يطلب تحليل الدم (لاستبعاد الأسباب الأخرى). قد يسألك عن أعراضك أثناء النوبة ويجري اختبارات أخرى أيضاً.
سوف يسألك طبيبك إذا كنت قد واجهت أيّاً مما يلي أثناء النوبة:
- الهزات العضلية.
- تصلب العضلات.
- فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة (تبولت أو تبرزت أثناء النوبة).
- تغير في التنفس.
- تحول لون الجلد إلى شاحب.
- تحديق في الفراغ.
- فقد الوعي.
- واجهت مشاكل في التحدث أو الفهم.
العلاج:
يمكن أن يساعد العلاج معظم الأشخاص المصابين بالصرع على تقليل عدد النوبات، أو حتى أن يوقف حدوث النوبات تماماً. تشمل العلاجات ما يلي:
- أدوية تسمى الأدوية المضادة للصرع (AEDs).
- إجراء عملية جراحية لإزالة الجزء الصغير من الدماغ المسبب للنوبات.
- إجراء يتم من خلاله وضع جهاز كهربائي صغير داخل الجسم يساعد في السيطرة على النوبات.
- اتباع نظام غذائي خاص (النظام الغذائي الكيتوني) يمكن أن يساعد في السيطرة على النوبات.
بعض الناس يحتاجون إلى العلاج مدى الحياة. ولكن قد تتمكن من إيقاف العلاج في حال اختفت نوباتك بمرور الوقت. وقد لا تحتاج إلى أي علاج إذا كنت تعرف مسببات النوبات لديك وتستطيع تجنبها.
تحدث إلى طبيبك حول العلاجات المتاحة والتي قد تكون الأفضل بالنسبة لك.
أنواع الأدوية المضادة للصرع (AEDs):
تشمل الأنواع الشائعة ما يلي:
- كاربامازيبين.
- فالبروات الصوديوم.
- لاموتريجين.
- ليفيتيراسيتام.
- توبيراميت.
يعتمد النوع الأفضل بالنسبة لك على أشياء مثل نوع النوبات التي تعاني منها وعمرك وما إذا كنت تفكر في إنجاب طفل. حيث يمكن لبعض مضادات الصرع أن تؤذي الجنين.
إذا أوصى طبيبك بتناول مضاد للصرع، فاسأله عن الأنواع المختلفة المتاحة والتي من المرجح أن تكون الأكثر ملاءمة لك.
المصادر: