مقدمة:
الاكتئاب أكثر من مجرد أعراض عاطفية، ولكن حتى الآن، كانت الاختبارات الخاصة بالاكتئاب تفتقر إلى بعض الاعتبارات الثقافية والشخصية الرئيسية.
غالباً ما يتم تمثيل الاكتئاب بشكل غير صحيح حتى في أدوات التقييم السريرية، نظراً لأنه يرتبط بمشاعر الحزن والمزاج المنخفض، فإن التقييمات التشخيصية تغفل في بعض الأحيان عن أعراض أخرى ذات الصلة.
بعبارة أخرى ، الاكتئاب أكثر بكثير من “الشعور بالتعب”، إنه حالة يمكن أن تتسبب في اضطرابات النوم وآلام جسدية والاضطراب والتهيج وصعوبات العلاقات والتركيز كما يمكن أن يؤثر سلباً على كيفية تعاملك وتفاعلك مع الآخرين.
ومن احد أكثر الاختبارات شمولاً هو اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد Multidimensional Depression test.
ماهو اختبار الاكتئاب متعدد الابعاد ؟
يُعد اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد أداة لفحص الاكتئاب تم تطويرها في عام 2012 من قبل الباحثين Ho Nam Cheung and Michael J Power.
وهو استبيان يتألف من 52 عنصراً، يُجرى عن طريق الشخص نفسه ويغطي ملامح الاكتئاب عبر أربعة مجالات:
- المجال العاطفي (الحزن، الغضب، الخجل، الذنب).
- المجال الإدراكي (عدم الشعور بالمتعة، إلقاء اللوم على النفس، صعوبة التركيز).
- المجال الجسدي (النوم، مستوى الطاقة، الشهية، الإجهاد الجسدي).
- المجال الشخصي الاجتماعي (العدوانية، الانسحاب الاجتماعي، التجنب).
يستخدم الاختبار مجموعة من الأسئلة والمقاييس لتقييم مستوى الاكتئاب ونوعه حسب المجالات السابقة حيث يتم استخدام هذا النوع من الاختبارات في العادة من قبل الأطباء النفسيين والعاملين في مجال الصحة النفسية.
حيث يغطي هذا الاختبار مجموعة متنوعة من الأعراض المرتبطة بالاكتئاب، مثل الحزن، والقلق، وفقدان الاهتمام، والاضطرابات النومية، والتغييرات في الشهية، والشعور باليأس والعجز، والتفكير في الانتحار، وغيرها.
يتم تقييم الإجابات التي يقدمها المريض على هذه الأسئلة، وتُسجّل النتيجة على شكل درجات، ويمكن أن يكون هناك تصنيفات مختلفة لدرجة الاكتئاب بناءً على عدد الأعراض التي توجد لدى المريض وشدتها.
ويمكن أن يستخدم هذا التصنيف كأداة لتحديد العلاج المناسب للمريض ومراقبة التقدم العلاجي.
ما هو الغرض من اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد؟
لا يعد اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد أول اختبار للاكتئاب، فقد تم استخدام صيغ أخرى لسنوات عديدة كأدوات لدعم الدليل التشخيصي، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM).
تعتبر هذه الاختبارات وسيلة لضمان النظر في جميع جوانب الاكتئاب، وليس فقط الأعراض المبلغ عنها بشكل أكثر شيوعاً للإصابة بالاكتئاب.
ويوضح Dr. John Dolores، الذي يعمل كعالم نفسي سريري في TMS & Brain Health أن “الاختبارات متعددة الأبعاد تُستخدم لتحديد الاكتئاب بشكل جيد لأن أعراضه ترى في العديد من جوانب تجربة وسلوك الشخص، وبالتالي فإن الاكتئاب لا يظهر بالمظهر نفسه عند الجميع، لذلك من المهم النظر في العديد من جوانب حياة الشخص لتحديد الأعراض بدقة”.
يمكن أيضاً استخدام اختبارات الاكتئاب متعددة الأبعاد لتوجيه عملية العلاج الخاصة بك، فقد تكون هناك طرق علاجية مختلفة تناسب بعض الحالات أكثر من الأخرى.
على الرغم من أن جميعها تتناول نفس التشخيص السريري للإصابة، تساعد هذه الاختبارات على إظهار هذه الدقائق بوضوح.
ما هي الفروقات بين اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد وغيره من الاختبارات؟
ويتم تقييمه في مجالات مثل:
- الانعزال الاجتماعي.
- الشعور بالتدهور بالنسبة للآخرين.
- تجنب الاجتماع الاجتماعي.
- الحساسية المفرطة للانتقاد.
- الشعور بالجمال الأقل من الآخرين.
- الشعور بخيبة الأمل من الآخرين.
- العدوانية تجاه الآخرين.
- الانخفاض في الأنشطة.
- عدم القدرة على حب الآخرين.
- الشعور بالحساسية تجاه الآخرين.
- الشعور بأنه عبء على الآخرين.
يمكن أن تختلف إجاباتك على العديد من هذه العناصر بناءً على المعايير الجنسية والثقافية.
في الثقافات التي تعيش فيها العائلات بالكامل في نفس المنزل، مثلاً، “الشعور بالثقل” قد يعني شيئاً مختلفاً تماماً مقارنةً بما يشعر به شخص آخر يعيش بمفرده.
يقول أحد العلماء في مجال علم النفس: “إن معظم مقاييس الاكتئاب المستخدمة في يومنا هذا تم تطويرها في المجتمعات الغربية، و بالتالي يعتبرها الكثيرون لها قيود ثقافية بسبب ذلك، بينما تم تطوير اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد بتركيز على كيفية ظهور أعراض الاكتئاب في الثقافات الجماعية المختلفة ”
وقد ظهرت نماذج كثيرة على نجاح الاختبار في الثقافات المختلفة في أبحاث حديثة.
وفي دراسة من عام 2020، تمت مشاهدة الاكتئاب بين النساء الحوامل في منطقة منغوليا الداخلية، ووفقاً للمؤلفين فإن هؤلاء السكان غالباً ما يتعرضون لبيئة ثقافية فريدة ومحيط يمكن أن يؤثر على تعبير الاكتئاب.
تم استنتاج أن اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد هو أكثر المقاييس صحةً بين النساء الحوامل الصينيات والمنغوليات في البحث، خاصة في المناطق التي تتأثر بشكل كبير بأسلوب الحياة الجماعي.
وتوضح دراسة حديثة أخرى لـCheung أن الاختبار لديه صحة ثابتة عبر الجنسين الذكور والإناث، فضلاً عن العديد من الأعراق تشمل البيض، الآسيويين، السود.
ما هو الاختبار القياسي أو المعتمد للاكتئاب؟
لا يوجد اختبار موحد للاكتئاب، إذ أنه من المهم عدم الاعتماد على مقياس واحد للاكتئاب بمفرده، واستخدام مقاييس متعددة هو طريقة جيدة للحصول على التقييم الأكثر دقة.
وتشمل الاختبارات الأخرى التي يمكن استخدامها للمساعدة في تشخيص الاكتئاب:
- Patient Health Questionairre-9 (PHQ-9)
- Beck Depression Inventory (BDI)
- Montgomery-Asberg Depression Scale (MADRS)
- Hamilton Depression Rating Scale (Ham-D)
- The Edinburgh Postnatal Depression Scale (EPDS)
- Sheehan’s Disability Scale (SDS)
- Work Stress Survey (WSS)
- Social Functioning Scale-subscale (SFS subscale)
- The Significant Others Scale Short Version (SOS)
- Hospital Anxiety and Depression Scale (Depression subscale)
- Centre for Epidemiologic Studies Depression Scale (CES-D)
- University Student Depression Inventory (USDI)
- Geriatric Depression Scale (GDS)
رابط لتجربة جزء من اختبار الاكتئاب متعدد الأبعاد: https://www.idrlabs.com/eg/multidimensional-depression/test.php
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك من هنا.
………………………………………………………………
المصادر:
https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0227944
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0165032722003731
https://www.healthline.com/health/depression/multidimensional-depression-test#summary