لاتزال الحصبة سبباً مهماً للوفاة في جميع أنحاء العالم على الرغم من توفّر لقاح آمن وفعّال، إذ تعتبر عدوى فيروسية يسببها فيروس يدعى Rubeola Virus ينمو في الخلايا المبطنة للحلق والرئتين، وهو مرض شديد العدوى نظراً لانتشاره عن طريق الهواء حيث بلغ عدد الوفيات العالمية المرتبطة بالإصابة به 110 آلاف حالة وفاة في عام 2017 وفق منظمة الصحة العالمية WHO.
ما هو Rubeola Virus؟
هو فيروس متناظر حلزوني، له قطبية سالبة غير مجزأة من ال RNA، ويعتبر عضواً في عائلة المخاطانيات (Paramyxoviridae)، وجنس الفيروس الموربيلي.
ما هي أعراض الحصبة؟
تبدأ الأعراض بالظهور لأول مرة ما بين اليومين العاشر و اليوم الرابع عشر من التعرض للفيروس؛ حيث تبدأ بإنفلونزا ومن ثم تشرع الأعراض التالية بالظهور:
- سعال.
- حمى.
- سيلان أنف.
- عيون حمراء.
- التهاب حلق.
- بقع بيضاء داخل الفم (koplic spots).
- طفح الجلدي: يعتبر الطفح الجلدي ذو اللون الاحمر أو البني المحمر علامة كلاسيكية للإصابة بالحصبة حيث يبدأ على الوجه ويشق طريقه إلى أسفل الجسم على مدار أيام قليلة؛ من الرقبة إلى الجذع والذراعين والساقين، حتى يصل أخيراً إلى القدمين إلى أن يغطى الجسم بأكمله ببقع من النتوءات الملونة مستمرة لمدة خمسة أو ستة أيام.
ما هي koplic spots أو بقع كوبليك؟
هي بقع صغيرة داخل الفم، تشغل الخدين بالكامل عادة ما تكون هذه البقع ذات لون أحمر مع مراكز زرقاء وبيضاء حيث تظهر بعد يومين إلى ثلاثة أيام من ظهور أعراض الحصبة لأول مرة ويجب أن تتلاشى تلك البقع مع اختفاء أعراض الحصبة الأخرى، تعود تسميتها إلى اسم طبيب الأطفال هنري كوبليك الذي وصف الأعراض المبكرة للحصبة لأول مرة في عام 1896.
كيف يمكن تشخيص الحصبة؟
يعتمد التشخيص على ثلاثة عناصر أساسية:
- المظاهر السريرية.
- وعلم الأوبئة.
- والفحوصات المخبرية.
مدة الحضانة:
وهي المدة التي يستطيع فيها شخص مصاب أن ينقل الفيروس إلى شخص سليم بإحدى طرق العدوى التي سنتناولها في النقطة التالية وهي تشمل 4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى 4 أيام بعد ظهوره.
طريقة العدوى:
تعد الحصبة من أكثر الأمراض المعدية في العالم، إذ ينتقل الفيروس عن طريق السعال والعطس أو الاتصال الشخصي الوثيق أو الاتصال المباشر بإفرازات الأنف أو الحلق المصابة، حيث يبقى الفيروس نشطاً ومُعدياً في الهواء أو على الأسطح المصابة لمدة تصل إلى ساعتين كما يمكن أن ينتقل من قبل شخص مصاب منذ 4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى 4 أيام بعد ظهور.
ما هي مضاعفات الحصبة؟
قد عُلم أن هنالك 30% من المصابين طوّروا مضاعفات لهذا المرض قد تتطلب دخول المستشفى ولعلّ أبرزها:
⦁ التهاب رئة Pneumonia:
وهو عدوى تصيب الرئة تسبب:
- حرارة.
- ألم في الصدر.
- مشكلة في التنفس.
- سعال مما يؤدي الى توليد مخاط.
أما فيما يتعلق بمصابي الحصبة من فئة مضعفي المناعة فقد يطورون مضاعفات اخطر لالتهاب الرئة بسبب ما يعانوه إزاء ضعف المناعة لديهم.
⦁ التهاب دماغ Encephalitis:
وفقًا لمصدر CDC، فإن حوالي واحد من كل 1000 طفل مصاب بالحصبة سيصاب بتورم في الدماغ يسمى التهاب الدماغ. يبدأ التهاب الدماغ في بعض الأحيان بعد الحصبة مباشرة، وفي حالات أخرى، يستغرق ظهورها شهوراً. يمكن أن يكون التهاب الدماغ خطيراً جداً، مما يؤدي إلى التشنجات والصمم والتخلف العقلي عند الأطفال، كما أنه يشكل خطورة على النساء الحوامل.
ما الفرق بين الحصبة (Rubeola) والحمّى الوردية و الحصبة الألمانية ( Rubella)؟
غالبًا ما يتم الخلط بين الحصبة والطفح الوردي والحصبة الألمانية، ولكن هذه الحالات الثلاث مختلفة. إذ ينتج عن الحصبة طفح جلدي أحمر مائل للبقع ينتشر من الرأس إلى القدم. أما الوردية فهي حالة تصيب الرضّع والأطفال الصغار تتسبب في ظهور طفح جلدي على الجذع ينتشر إلى الذراعين والرقبة ويتلاشى في غضون أيام، أما فيما يتعلق بالحصبة الألمانية فهي مرض فيروسي له أعراض تشمل طفح جلدي وحمى تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام.
إذا كنت عرضة للإصابة فماذا أفعل؟
- تجنب مخالطة المرضى.
- حافظ على نظافة يديك بشكل جيد.
- اغسل يديك قبل الأكل وبعد استخدام الحمام وقبل لمس وجهك أو فمك أو أنفك.
- لا تشارك أغراضك الشخصية مع أشخاص مشكوك باصابتهم، يمكن أن يشمل ذلك أشياء مثل أواني الأكل وكؤوس الشرب وفرشاة الأسنان.
ماذا عن النساء الحوامل؟
لازال خطر الإصابة بالحصبة يشغل أذهان النساء الحوامل حول العالم ويحدّق بهنّ ولعل أكثر الاسئلة التي تدور حول هذا المرض تتعلق بمصير الجنين والأم الحامل لدى مخالطة مصاب.
يمكن أن يكون للإصابة أثناء الحمل آثار صحية سلبية كبيرة على كل من الأم والجنين، إذ يزداد مضاعفات إصابة الأم بالالتهاب الرئوي، كما يمكن أن تؤدي الإصابة أثناء الحمل إلى مضاعفات الحمل التالية:
- إجهاض.
- المخاض المبكر.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- ولادة جنين ميت.
ما هي الحصبة الخلقية؟
يمكن أن تنتقل الحصبة من الأم إلى الطفل إذا كانت الأم مصابة بالقرب من تاريخ ولادتها، وهذا ما يسمى بالحصبة الخلقية حيث يعاني الأطفال المصابون بالحصبة الخلقية من طفح جلدي بعد الولادة أو يصابون به بعد ذلك بوقت قصير وهم الأكثر عرضة لخطر المضاعفات، والتي يمكن أن تهدد حياتهم.
ماذا يمكنني أن أفعل خلال فترة الإصابة؟
- حافظ على راحتك عن طريق شرب الكثير من السوائل واعطِ جسمك فترةً للتعافي.
- تناول أدوية لعلاج الحمى.
- إذا كان المصاب طفلاً فلا تقم بإعطاء الأسبرين له، لأنه قد يسبب بحالة نادرة ولكنها خطيرة متلازمة “راي” .
الوقاية واللقاح:
لقد حال التمنيع ضد مرض الحصبة خلال الفترة 2000-2015 دون وقوع وفيات يُقدّر عددها بنحو 20.3 مليون وفاة، ليصبح بذلك لقاح الحصبة واحداً من أفضل اللقاحات التي يمكن شراؤها في مجال الصحة العمومي حيث تكمن الوقاية من الحصبة بتلقّي إحدى اللقاحين الآتيين مستوفياً شروطهما:
- MMR (Measles, Mumps, Rubella):
يقي لقاح MMR من ثلاثة أمراض وهي: الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) الأطفال بالحصول على جرعتين من لقاح MMR فعّالان بنسبة 97% في الوقاية من المرض، حيث تبدأ الجرعة الأولى في عمر 12 إلى 15 شهراً، والجرعة الثانية في عمر 4 إلى 6 سنوات، يجب أيضاً أن يكون المراهقون والبالغون على اطلاع على لقاح MMR. - MMRV (Measles, Mumps, Rubella & Varicella):
يقي لقاح MMRV من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والحماق (جدري الماء).
هذا اللقاح مرخّص فقط للاستخدام في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 شهراً و 12 عاماً.
على الرغم من أهمية اللقاح ضد الحصبة إلى أن هناك فئة من الناس يحظر عليهم تلقّي اللقاح فمن هم؟
- الأشخاص الذين عانوا من رد فعل سابق يهدد حياتهم تجاه لقاح الحصبة أو مكوناته.
- النساء الحوامل.
- الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة.
- والذي يمكن أن يشمل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، أو الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان، أو الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تثبط جهاز المناعة.
ما هي الآثار الجانبية لتلقّي اللقاح ضد الحصبة ؟
عادة ما تكون الآثار الجانبية لتلقي اللقاح خفيفة وتختفي في غضون أيام قليلة، فمن الممكن أن تشمل أشياء مثل الحمى والطفح الجلدي الخفيف وفي حالات نادرة، تم ربط اللقاح بانخفاض عدد الصفائح الدموية أو النوبات. ولكن لحسن الحظ معظم الأطفال والبالغين لا يعانون من آثار جانبية .
المصادر:
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/measles
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK557716/#_ncbi_dlg_citbx_NBK557716