إن هوس تناول المكملات الغذائية قد انتشر في منزل كل شخصٍ حالمٍ بصحة بدنية جيدة، خصوصاً أن غذاء البعض قد ينقصه عددٌ من العناصر الغذائية الغذائية، فالأشخاص النباتيون عادةً ما يعانون من نقص فيتامين B12، والكحوليون ينقصهم فيتامين B9، ولكن في مقالنا هذا، سيقتصر حديثنا على عوز فيتامين B3، وأسبابه وأعراضه.
أولاً: ما هو فيتامين B3:
هذا الفيتامين، والمعروف بالنياسين، (سنستخدم هذه الكلمة كثيراً في مقالنا) هو أحد أنواع الفيتامينات B الذوابة في الماء، وهو يوجد بشكلٍ طبيعي في عدد من الأطعمة، أو مضافاً إليها، أو في المتممات الغذائية،كما أن جسم الإنسان يستطيع تصنيعه بشكل طبيعي من التربتوفان، وهو أحد الأحماض الأمينية الداخلة في تشكيل البروتينات.
بكلماتٍ أخرى، فإن الجسم لا يستطيع إلا تصنيع فيتامينين اثنين فقط، فيتامين د من الكوليسترول بوجود ضوء الشمس، وفيتامين B3 من التربتوفان (1).
مصادر النياسين: (2)
- اللحم الأحمر، كلحم البقر، خصوصاً كبد البقر.
- الدواجن، حيث يعد صدر الدجاج من أكثر الأغذية الغنية بالنياسين.
- الأسماك، كسمك التونا، والسالمون.
- الرز البني.
- الفستق، حيث يعد المصدر لأول والأهم لفيتامين B3 عند الأشخاص النباتيين.
- الأفوكادو.
- مصادر أخرى، كالبطاطا والبازلاء.
ما وظائف النياسين في جسم الإنسان؟ (3)
إن الأدوار الأساسية للنياسين كثيرة جداً ونحن لسنا بصدد الإبحار فيها في مقالنا هذا، ولكننا سنذكرها لنفهم التأثيرات الأساسية الناجمة عن عوزه:
أولاً: توليد الطاقة في الخلية:
يعمل النياسين كوسيط أساسي في عمليات تحطيم السكاكر، الدسم، والأحماض الأمينية من أجل استخلاص الطاقة منها على شكل جزيئات ATP، والتي هي عملة الطاقة في الخلية.
ثانياً: مضاد أكسدة:
إن تناول الأطعمة الحاوية على الكثير من المؤكسدات الضارة، كالفول وغيره من البقوليات، يحتم على الجسم العمل من أجل تحويل تلك المواد لغيرها من المركبات غير السامة، الأمر الذي يسلتزم وجود فيتامين B3 الذي يعد وسيطا أساسياً في تلك العملية.
ثالثاً: تخليق الدهون:
عند تناول وجبة غنية بالسكريات، يعمل الأنسولين المفرز من البنكرياس على خفض نسبة سكر الدم، بتحويله إلى دهون تختزن في النسيج الشحمي، وإلا فإن سكر الدم سيرتفع لدرجة تجعل معها البقاء على قيد الحياة مستحيلاً.
وإن تلك العملية تستلزم فيتامين النياسين الضروري لذلك.
رابعاً: التحكم بالتعبير الجيني والحفاظ على بنية الحمض النووي.
خامساً: تقليل نسبة كولسترول الدم:
إن العديد من العلاجات المستخدمة لخفض كوليسترول الدم تتضمن المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين B3.
التسمم بفيتامين B3:
إن تناول المكملات الحاوية على جرعات عالية من فيتامين B3، ولفترات طويلة، ينتج عنه توهج الوجه والعنق والطرفين العلويين، بالإضافة إلى الحكة والألم، كما أنه من الممكن أن يؤهب لحدوث نوبات النقرس نتيجة لارتفاع حمض البول. (1)
عوز النياسين:
يرتبط عوز الفيتامين باضطراب شهير يدعى البيلاغرا Pellagra، والتي تأتي من الكلمة الإيطالية Pelle agra، والتي تعني الجلد الخشن، الذي يعد عرضاً شهيراً للمرض. (4)
عندما تم وصف المرض، تم ربطه بأربع اختلاطات رئيسية تبدأ جميعها بحرف الD، وهي: (4)
- Dermatitis: وتعني التهاب الجلد، ومنها جاء اسم المرض.
- Diarrhea: وتعني الإسهال.
- Dementia: وتعني الخرف.
- Death: وتعني الموت، وهي المرحلة الأخيرة لهذا الداء.
وبالإضافة إلى تلك الأعراض، هناك عددٌ من الأعراض الأخرى الممكنة الظهور وتشمل:
- .أعراض نفسية: كالاكتئاب.
- أعراض جسدية: كالتعب العضلي.
- أعراض عصبية: كالصداع والهلوسات وفقدان الذاكرة.
مؤهبات حدوث العوز: (1)
أولاً: بعض الأنظمة الغذائية:
كالفقراء الذين لا يأخذون احتياجاتهم الغذائية اليومية نظراً لعدم التزامهم بنظامٍ غذائي متوازن.
ويشمل ذلك أيضاً الأشخاص الذين يعتمدون في نظامهم الغذائي على الذرة أو مشتقاتها، لما كان الفيتامين الموجود في الذرة صعب الامتصاص في الجسم البشري.
ثانياً: الكحولية المزمنة:
إن امتصاص الكثير من المواد الغذائية، وبالأخص الماء والفيتامينات الذوابة فيه ينقص بشكلٍ واضح في حالات التعاطي المزمن للكحول.
ثالثاً: الكارسينوئيد:
هو ورم بطيء النمو يصيب الخلايا الأليفة للفضة في الأمعاء، وينتج أحد النواقل العصبية المعروفة بالسيروتونين، والذي يتطلب إنتاجه الحمض الأميني التريبتوفان ذاته المستخدم في صناعة فيتامين B3، الأمر الذي ينقص من اصطناع فيتامين B3، ويؤهب لنقصه.
يمكنك قراءة المزيد من المقالات الطبية وآخر ماتوصل إليه العلم والطب من هنا.
يمكنك التواصل معنا ومشاركة آرائك واقتراح علينا مواضيح نتكلم فيها من هنا.
………………………………………………………………………………………………………………
المصادر:
1- https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/niacin-vitamin-b3/.
2- https://www.healthline.com/nutrition/foods-high-in-niacin#TOC_TITLE_HDR_4
3- https://ods.od.nih.gov/factsheets/Niacin-HealthProfessional/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4019925/
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
